المانيا بالعربي
اللاجئ السوري طارق العوس يصدر قراراً مفاجئاً بشأن ترشحه للبرلمان الألماني
انسحب اللاجئ السوري في ألمانيا طارق العوس، المنتمي لحزب “الخضر”، من ترشيحه للانتخابات في البرلمان الألماني، بسبب تعرضه هو وعائلته لتهديدات بسبب ترشيحه.
وقال العوس، لصحيفة “تاجشبيجل” الألمانية، اليوم الثلاثاء 30 من آذار، إنه اتخذ قراره لـ “أسباب شخصية”، وانسحب من الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 26 من أيلول 2021.
وأضاف العوس دون الخوض في التفاصيل، أن مستوى التهديد العالي الذي تعرض له هو والأشخاص المقربين منه، من أهم أسباب سحب ترشحه، وأنه تعرض للكثير من العنصرية خلال حملته التي بدأها مطلع الشهر الماضي.
وقال، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، “أظهر ترشيحي أنه في جميع الأحزاب السياسية وعبر المجتمع، هناك حاجة إلى هياكل قوية لمواجهة العنصرية ومساعدة المتضررين”.
وترشح اللاجئ السوري المنضوي في حزب “الخضر”، في 3 من شباط الماضي، لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية فستفالن الألمانية.
وقال طارق في تسجيل مصوّر نشره آنذاك عبر حسابه في “تويتر“، “الآن أريد أن أكون أول شخص في (البوندستاغ) هرب من سوريا، لإعطاء صوت سياسي لمئات الآلاف من الأشخاص الهاربين من أنظمة بلادهم والذين يعيشون معنا هنا في ألمانيا”.
رحلة شاقة
سافر طارق مع آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان المعروف بصعوبته، عام 2015، برحلة شاقة استمرت لمدة شهرين، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالة للألعاب الرياضية بمدينة بوخوم.
وقال طارق لصحيفة “تاجشبيجل” الألمانية، “كل ما أردته هو حياة آمنة وكرامة”.
لكنه صُدم من الظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون في ألمانيا، فشارك في غضون أشهر بتأسيس مبادرة تدعو إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين.
وقال حين ترشحه إنه إذا نجح في محاولته، فيأمل أن يكون “صوت كل اللاجئين”.
تعلم طارق اللغة الألمانية خلال فترة ستة أشهر فقط، وبدأ مهنة جديدة كعامل اجتماعي، بتقديم المشورة القانونية للاجئين الآخرين، بحسب الصحيفة.
كما شارك في تأسيس تحالف “Seebrücke” عام 2018، “الذي يواصل حملته من أجل إنقاذ اللاجئين بعد أن اشتبك السياسيون حول السماح لمزيد من الوافدين الجدد إلى أوروبا، حيث تقطعت السبل بسفن المهاجرين، وانقلب بعضها في البحر الأبيض المتوسط”.
ومن المقرر أن تجري ألمانيا انتخاباتها البرلمانية، في 26 من أيلول المقبل، أي بعدما يقرب من ست سنوات من فتح المستشارة، أنجيلا ميركل، الحدود الألمانية أمام مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الآخرين من سوريا.
درس العوس الحقوق في حلب ودمشق، ومع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، شارك في مظاهرات سلمية، وقدم مساعدات إنسانية لمنظمة “الهلال الأحمر”، ووثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، حتى أصبح مستهدفًا من قبل النظام السوري، واتخذ قراراه في الهرب من سوريا في تموز 2015، وفق “دويتشه فيله”.
وبعد تقدمه بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، أعلن العوس ترشحه عن حزب “الخضر” لتمثيل أوبرهاوزن في ولاية شمال الراين وستفاليا الغربية.
وبحسب أحدث إحصائيات للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا نحو 562 ألف و168 لاجئًا حتى نهاية عام 2020.