فيلم تحت عنوان “الرجل الذي باع ظهره” فما قصة هذا الفيلم وما القضية التي يطرحها!

26 فبراير 2022658 مشاهدةآخر تحديث :
فيلم تحت عنوان “الرجل الذي باع ظهره” فما قصة هذا الفيلم وما القضية التي يطرحها!

ألمانيا بالعربي
فيلم تحت عنوان “الرجل الذي باع ظهره” فما قصة هذا الفيلم وما القضية التي يطرحها!

“في العالم الذي نعيش فيه، السلعة أكثر حرية من الإنسان”! هذه العبارة من حوار في فيلم “الرجل الذي باع ظهره”، والذي بدأ عرضه في صالات السينما البرلينية يوم الخميس. بهذه العبارة يتجسد الواقع المرير الذي نعيشه الآن. حيث تُصبح الأشياء المادية أكثر قيمة من الإنسان، ولها حرية التنقل أكثر من البشر!

معالجة غير كلاسيكية
في فيلم “الرجل الذي باع ظهره” تعالج المخرجة التونسية كوثر بن هنية ثيمة الهجرة واللجوء بطريقة غير كلاسيكية، حيث يخلو الفيلم من مظاهر الحرب، والدمار، ومن تصوير طرق اللجوء التي سلكها الكثيرون ممن وصلوا إلى أوروبا عبر البحار، أو المشي في الغابات. حيث تنقل موضوع الهجرة واللجوء إلى صالات العرض الضخمة، والمتاحف العريقة.

العمل يحكي قصة “سام علي” الذي قام بدوره الممثل السوري الكندي يحيى المهايني، حيث يبدأ الفيلم بمشهد له وحبيبته “عبير” في عربة قطار، يحاول سام التقرب منها، لكنها تصدّه بسبب تواجدهم بمكان عام، طالبة منه التحلي بالصبر حتى يتزوجا، لكن سام لا ينتظر. ويقف متحدثاً مع ركاب العربة، سائلاً عن شيخ لعقد قرانهما فالبلاد تعيش في زمن الحرية. ونتيجة لذلك يُعتقل سام، لتنقلنا الكاميرا إلى زنانة مليئة بالمعتقلين، لكن سام يستطيع الفرار بعد أن سمح له الضابط المسؤول بذلك.

عرض مغري
بعد خروج سام من المعتقل، يجد أن حبيبته السابقة تزوجت وستنتقل إلى بلجيكا، وتجنباً لاعتقاله مرة أخرى، يهرب سام إلى لبنان، ليعمل هناك في النهار، وفي الليل يذهب إلى صالات العرض، ليستفيد من البوفيهات المفتوحة. وأثناء جولة له في أحد المعارض يتلقى عرضاً مغرياً من فنان أوروبي، وهو جيفري غود. الذي يعرض على السام أن يبيعه ظهره، ليرسم عليه فيزا شينغن، مقابل ذلك سيحصل سام على حرية التنقل في أوروبا كعمل فني.

ظهر سام في المزاد العلني
الفيلم بحسب المخرجة كوثر بن هنية مستوحى من لوحة فنية شاهدتها في معرض للفن المعاصر بمتحف اللوفر الشهير وسط باريس، للفنان البلجيكي فيم ديلفوي، وذلك حيث فوجئت برؤية شاب جعل من ظهره جزءاً من العمل الفني للرسام.

وفي فيلم بن هنية يصبح سام أو بالأحرى ظهر سام، محط اهتمام زوار المتحف، لا أحد ينظر إلى وجهه، ولا أحد يعرف اسمه، فالكل يهتم بالعمل الفني المرسوم على ظهره. لكن سام والذي أدى دوره المهايني ببراعة، وصل حد الانفجار، وخاصة حين تم بيعه في مزاد علني للوحات الفنية، لينزل عن المنصة ويصرخ في وجه أبناء الطبقة الارستقراطية الساعين لامتلاك اللوحات الفنية من بينها ظهره.

لأول مرة في صالات العرض البرلينية
حظي الفيلم باهتمام إعلامي ونقدي بعد عرضه لأول مرة في صالات العرض البرلينية. وتشارك بالفيلم النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي. ووصل العمل العام الماضي إلى جائزة أفضل فيلم أجنبي بمهرجان جوائز الأوسكار.

الفيلم اعتبره يحيى مهايني في حديثه مع موقع الجزيرة نت “نقلة نوعية بمسيرته السينمائية”.

المخرجة كوثر بن هنية وفي حديث لها مع موقع الجزيرة نت. أشارت إلى أنها لم ترغب بأن تكون قصة الفيلم “نمطية تعالج قضية اللجوء بشكل كلاسيكي. بل أرادتها من خلال اقتحام اللاجئ السوري بوابة الفن المعاصر المليء بالبراغماتية والثراء الفاحش، لتكشف من خلاله تناقضات شتى”.

صرخة في وجه العالم
الفيلم هجاء لاذع للمجتمع الدولي وتعامله مع اللاجئين كأرقام وسلع سياسية.
هو صرخة في وجه العالم كتلك التي أداها سام في صالة المزاد العلني. لعل العالم يستفيق وينتبه لضحايا الحروب، ويفتح أبوابه للمستغيثين به.
وأن لا يتركهم في مخيمات اللجوء غير الإنسانية. وأن يصبحوا مجرد بنود تفاوضية على أجندات المستبدين، يشهرونها حين يشاؤون. لعل العالم يفهم أن اللاجئين ليسوا مجرد نقاط في برامج انتخابية.
بل هم أناس لهم أحلامهم وحياتهم، ولهم أسماءهم، ولهم حبيبات مثل سام.. هم ليسوا سلع، هم بشر.

المصدر: امل برلين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة