مخيم محاط بجدران في شمال اليونان.. “نعيش في عزلة تامة”

5 أكتوبر 2021963 مشاهدةآخر تحديث :
مخيم محاط بجدران في شمال اليونان.. “نعيش في عزلة تامة”

جداران إسمنتية وحواجز حديدية تحيط بمخيم “نيا كافالا” أكبر مخيمات شمال اليونان، حيث يعيش 1200 طالب لجوء في منطقة نائية بين الحقول الزراعية وخلف طرقات سريعة، تحت إشراف السلطات اليونانية. عزلة ووحدة وانتظار طويل يعيشه طالبو اللجوء في اليونان بانتظار الانتهاء من إجراءاتهم الإدارية التي قد تستغرق سنوات، آملين بالذهاب إلى بلد أوروبي آخر بعد الحصول على أوراق رسمية.

“كل شيء يبدو نظيفا ومرتبا من الخارج، لكن عليكم الدخول والعيش هنا ليوم واحد فقط لمعرفة إلى أي مدى الحياة اليومية في هذا المخيم تقودنا إلى الجنون”، يبدأ حمادة حديثه مع فريق مهاجرنيوز مبديا استياءه من واقع معيشي فُرض عليه وانتظار طويل لا مفر منه داخل مخيم “نيا كافالا” (Nea Kavala) شمال اليونان، على بعد حوالي 60 كلم من مدينة سالونيك.

خلف أسوار حديدية عريضة يبلغ ارتفاعها حوالي ثلاثة أمتار وجدار إسمنتي يحيط بكامل المخيم، يقف الشاب العراقي مرتديا قميصا خفيفا وخف صيفي، إلى جانبه حاوية مهملات تنبعث منها رائحة كريهة. مضى على وجود الشاب الثلاثيني في هذا المخيم تسعة أشهر، بعد أن نقلته السلطات اليونانية من جزيرة ساموس، “أشعر وكأنني أنهار نفسيا في مخيم معزول لا يسعنا أن نفعل فيه أي شيء سوى الانتظار”.

سيارات الأجرة الخاصة هي وسيلة النقل الوحيدة

بينما يكمل حمادة حديثه، تصل سيارة أجرة إلى باب المخيم الرئيسي وتتعالى أصوات الخلاف بين أحد اللاجئين والسائق، “اعتدنا على هذا النوع من الأحداث”، يقول الرجل العراقي أبو عباس الذي مضى على وجوده في هذا المخيم 18 شهرا.

سيارات الأجرة الخاصة هي وسيلة النقل الوحيدة لقاطني المخيم، “علينا أن نمشي 30 دقيقة على الأقل للوصول إلى أقرب متجر لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية”. ومن أجل الذهاب إلى أقرب مدينة (بوليكاسترو) يجب السير لمدة ساعة على الأقل.

مخيم “نيا كافالا” يستقبل 1200 لاجئ وطالب لجوء ينحدرون بشكل رئيسي من سوريا والعراق وأفغانستان والكونغو الديمقراطية، وهو واحد من 28 مخيما رسميا (مرافق إقامة مفتوحة)، تشرف عليها السلطات بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. ويحق للمهاجرين الدخول والخروج منه دون قيود، لكن موقع المخيم المعزول في منطقة نائية بين الحقول الزراعية وخلف طرقات سريعة يزيد من شعور طالبي اللجوء بالوحشة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة