في ألمانيا.. السوريون يخشون من عواقب الأزمة الأفغانية على الانتخابات وتعطل حصولهم على الجنسية

26 أغسطس 2021947 مشاهدةآخر تحديث :
في ألمانيا.. السوريون يخشون من عواقب الأزمة الأفغانية على الانتخابات
في ألمانيا.. السوريون يخشون من عواقب الأزمة الأفغانية على الانتخابات

ألمانيا بالعربي

في ألمانيا.. السوريون يخشون من عواقب الأزمة الأفغانية على الانتخابات

يخشى السوريون المقيمون بتأشيرات لجوء في ألمانيا أن تغذي الأزمة الأفغانية أصوات المعارضين للمهاجرين وتعطل حصولهم على الجنسية. إذ لم يتبق سوى خمسة أسابيع على بدء الانتخابات التي ستحدد من يخلف المستشارة آنغيلا ميركل.

بدأت بعض قيادات حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف التحذير من تدفق محتمل للاجئين الأفغان سعيا لجذب أصوات الناخبين الذين يخشون تكرار أزمة المهاجرين التي حدثت في 2015 عندما فتحت ميركل الحدود الألمانية أمام قرابة مليون مهاجر يطلبون اللجوء.

ودفعت سيطرة حركة طالبان الخاطفة على أفغانستان آلاف الأفغان والأجانب للسعي للهرب عبر مطار كابول هذا الأسبوع وسط حالة منالفوضى الأمر الذي أثار مخاوف من نزوح أكبر عبر الحدود البرية مع فرض الحركة الشريعة الإسلامية.

وحوّل إسراع ألمانيا بالعمل على إجلاء آلاف المعاونين المحليين من أفغانستان إلى جانب مواطنيها الهجرة إلى قضية كبرى في الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن ثلثي الألمان يخشون تكرار ما حدث عام 2015.

ولا يزال أنس موداماني، أحد ما يقرب من 800 ألف سوري فروا من الحرب في بلادهم واستوطنوا في ألمانيا، ينتظر التأهل للحصول علىالجنسية. وهو يخشى الآن أن تؤدي الأزمة الأفغانية إلى تشدد الناخبين الألمان في قضية الهجرة ودفع الحكومة الائتلافية القادمة لتبني سياسات أكثر صرامة.

ويصف موداماني ميركل، التي وقف لالتقاط صورة ذاتية معها في مأوى للمهاجرين في برلين في سبتمبر أيلول 2015، بأنها “بطلة” بفضلقرارها في ذلك العام فتح الحدود الألمانية أمام ما يقرب من مليون مهاجر يطلبون اللجوء أغلبهم من السوريين.

وفي الوقت الذي تستعد فيه ميركل للتنحي في الانتخابات الألمانية يوم 26 سبتمبر أيلول، قال موداماني (24 عاما) “أخشى من سياسات الهجرة التي ستحل علينا عندما تترك منصب المستشارة”.

أصبحت صورته مع ميركل رمزا لقرارها في 2015 بالمقامرة برصيدها السياسي من خلال الترحيب بمليون مهاجر دون إجراءات فحص قادمين في الأساس من سوريا. لكن حزبها المسيحي الديمقراطي المحافظ يتعهد الآن بعدم تكرار ما حدث في 2015.

وقد حث الحزب اليميني المتطرف الحكومة على إصدار قرار بتأجيل قبول طلبات اللجوء على أمل أن يجتذب موقفه المتشدد الناخبين الذينيخشون من زيادة طلبات اللجوء.

وقال موداماني “أعرف أن معظم الألمان لن يصوتوا لحزب البديل من أجل ألمانيا… لكن يعتريني هاجس عما قد يحدث إذا قوي مركز حزبالبديل واستجابت الحكومة المقبلة بزيادة صعوبة تقدمنا بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية مثلا”.

“تهديد”

قال كارل كوب مدير جمعية برو أسيل الخيرية لطالبي اللجوء إن المخاوف من تشديد محتمل لسياسة الهجرة الألمانية واسعة الانتشار لا بين السوريين وحدهم بل في مجتمع المهاجرين الأوسع أيضا لا سيما الأفغان الذين يعملون باستماتة على جلب أفراد أسرهم العالقين فيأفغانستان.

وأضاف “الأحداث المأساوية في أفغانستان أدت إلى نقاش مسموم عن الهجرة. وعندما يسمع اللاجئون الخطاب السلبي أنه يجب ألا يتكرر ماحدث في 2015 فهم يشعرون بالقلق من تشديد قواعد الهجرة بعد الانتخابات. ومخاوفهم مبررة”.

وتبين استطلاعات الرأي أن حجم التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا يبلغ عشرة في المئة أو أكثر قليلا أي أقل قليلا من النتيجة التي حققها في الانتخابات السابقة في 2017. وقد استبعدت الأحزاب الرئيسية مشاركة حزب البديل في السلطة لكن المهاجرين يخشون أن يصبح له نفوذ في صنع السياسات عندما ترحل ميركل.

وقد رفض تينو كروبالا الرئيس المشارك للحزب دعوات حزب الخضر لاستقبال طالبي اللجوء الأفغان بخلاف من ساعدوا الجيش الألماني قائلا إن هذه الخطط ستثمل “تهديدا للسكان”.

وقال المنشق السوري فواز تلو الذي ينتظر أيضا الحصول على الجنسية “إذا فاز حزب البديل بنقطتين أو ثلاثة أكثر فيمكن لمن يخلف ميركل أيا كان أن يقول ’ دعونا نعلق حق اللاجئين في جلب أفراد أسرهم المباشرين’. انظروا إلى الدنمرك”.

وكان عدد كبير من السوريين في ألمانيا قد انزعج من قرار الدنمرك هذا العام ترحيل طالبي اللجوء السوريين إلى أجزاء من سوريا تعتبرها حكومة رئيس الوزراء ميتا فريدريكسن مكانا آمنا.

وقبل خمسة أسابيع من الانتخابات يتصدر المحافظون بقيادة ميركل استطلاعات الرأي بفارق ضئيل. وقد تراجعت شعبية أرمين لاشيت المرشحلخلافة ميركل منذ شوهد وهو يضحك خلال زيارة لمدينة منكوبة في الفيضانات.

وقال موداماني الذي سيصبح من حقه الحصول على الجنسية الألمانية العام المقبل إنه لو كان له أن يصوت في سبتمبر­/ أيلول لاختار لاشيتبسبب صلته بميركل. وأضاف “لا يمكنني أن أتصور الحياة في ألمانيا من دونها”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة