فرنسا.. 4 عقبات أمام اندماج اللاجئين السوريين

31 يناير 2023514 مشاهدةآخر تحديث :
الهجرة إلى فرنسا
الهجرة إلى فرنسا

فرنسا.. 4 عقبات أمام اندماج اللاجئين السوريين

تركيا بالعربي – متابعات

كشفت وكالة الأناضول التركية عن 4 عقبات رئيسية أمام اندماج اللاجئين السوريين في المجتمع الفرنسي، مشيرة إلى أنهم يواجهون عنصرية كبيرة بعكس نظرائهم من اللاجئين الأوكرانيين.

وقالت الوكالة في تقرير لها، الإثنين، إن اللاجئين السوريين يعانون من عقبات ومشاكل في الاندماج بالمجتمع الفرنسي، وذلك بسبب سياسة الحكومة الفرنسية إزاء الهجرة.

شرط اللغة

وأوضحت الأناضول أن أول تلك العقبات هو معرفة اللغة الفرنسية، حيث تعدّها الدولة شرطاً أساسياً للاندماج، إلا أنها رغم ذلك لا تكفي لإزالة الحواجز.

وتحدّث الصحفي الجزائري الفرنسي خالد سيد مهند، الذي اعتُقل وسجن لمدة 24 يوماً أثناء عمله كصحفي في دمشق عام 2011 عن أوضاع اللاجئين السوريين في فرنسا والتمييز الذي يعانون منه هناك.

وقال مهند إن فرنسا رفضت الغالبية العظمى من السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء، وأضاف: “عدد قليل جداً من السوريين حصلوا على حق اللجوء في فرنسا. نحن نتحدث عن 30 ألف شخص. هذا رقم سخيف إذا قارنته بألمانيا وتركيا ولبنان والأردن. رغم أن فرنسا لديها القدرة على استضافة مئات الآلاف، فهي تستضيف قرابة 30 ألف سوري. هذا سخيف تماماً. ما هو 30 ألف لاجئ لسكان يبلغ عددهم 70 مليوناً؟”.

وأشار مهند إلى ضرورة معرفة اللغة الفرنسية، وقال: “إن معرفة الفرنسية شرط مهم للغاية للاندماج في المجتمع، حيث تقدم السلطات الفرنسية جميع أنواع البرامج المجانية لتعليم اللغات للاجئين، لكن لا يزال الأمر صعباً بالنسبة لهم.. خاصة للاجئين الذين تزيد أعمارهم عن 30-40 عاماً”.

وظيفة مناسبة

وأكد مهند أن تعلّم اللغة الفرنسية وحده لا يكفي للاندماج في المجتمع، وقال إن اللاجئين يواجهون مشاكل خطيرة في العثور على عمل حتى لو كان لديهم مستوى معين من التعليم.

وبيّن أنه “بمجرد أن يتمكن اللاجئون من التحدث بالفرنسية يمكنهم الحصول على وظيفة، ولكن السؤال هو، أي نوع من الوظائف؟”.

وتابع الصحفي: “عندما تغادر بلدك وتنتقل إلى بلد آخر، غالباً ما تفقد الوضع الذي كنت عليه من قبل، فإذا كنت طبيباً، ستصبح ممرضاً في البلد الذي ستذهب إليه، هذا إذا ما عدت مجدداً للدراسة في الجامعة”.

إعادة التوطين في الأماكن الريفية

ووفق ما قاله الصحفي للوكالة، فإن اللاجئين السوريين يستقرون في مناطق ريفية بعيدة عن مراكز المدن بحجة عدم وجود مكان لهم، ما يحول دون اندماجهم في الحياة الاجتماعية، فضلاً عن ما يسببه ذلك لهم من مشاكل اقتصادية.

ويعزز ذلك أن فرنسا تنفرد عن غيرها من البلدان الأنجلو ساكسونية، حيث يمكن فيها للأجانب والمهاجرين تشكيل مجتمعاتهم الخاصة داخلها، إذ يوجد على سبيل المثال في مدينة نيويورك أماكن مثل أوديسا الصغيرة، وبيروت الصغيرة، وإيطاليا الصغيرة.

وفي تلك المجتمعات يسهل للاجئين والمهاجرين العثور على عمل وسكن وأي نوع آخر من المساعدة حتى لو لم يتحدثوا اللغة الإنكليزية، في حين أن الوضع مختلف بالنسبة لفرنسا التي لا تسمح بتكوين مثل تلك المجتمعات كما هو الحال في بلجيكا أو المملكة المتحدة أو ألمانيا.

العنصرية والإسلاموفوبيا

كما تعدّ العنصرية والإسلاموفوبيا من أبرز العقبات التي تقف حائلاً أمام اندماج السوريين في المجتمع الفرنسي وفق مهند الذي لفت الانتباه إلى أنهم يتلقون معاملة عنصرية بعكس أولئك القادمين من أوكرانيا بسبب الحرب.

ويتم الترحيب بالأوكرانيين في فرنسا بسجادة حمراء كأنهم “نجوم” وليسوا لاجئين، فيما يتم طرد اللاجئين السوريين علانية بالقول: “ليس لدينا غرف كافية” في المرافق، في إشارة واضحة للعنصرية تجاههم.

واعتبر مهند أن اللاجئين السوريين في فرنسا ليسوا سوى ضحايا ثانويين للإسلاموفوبيا، مع تنامي الخطاب اليميني المتطرف في أوروبا الذي جعل المسلمين هدفاً له.

وهذا من شأنه أن يخلق تصوراً لدى اللاجئين السوريين في فرنسا بأنها ليست دولة صديقة للمسلمين، حيث باتوا يشعرون بالخوف ولا يرغبون بالعيش فيها وبتربية بناتهم في مجتمع يحظر الحجاب، بعدما اكتسبت فرنسا سمعة سيئة للغاية بسبب الإسلاموفوبيا في السنوات الأخيرة.

ويعاني عدد كبير من اللاجئين السوريين في فرنسا من ارتفاع حدة العنصرية وكراهية الأجانب، في حين تختلف نسبة حدوث المواقف العنصرية من مدينة لأخرى أو بحسب المحيط الذي يعيشون فيه.

المصدر: أورينت نت – إعداد: إبراهيم هايل

عائلة سورية ترث 40 مليون يورو من امرأة ألمانية

ألمانيا بالعربي – خاص: عباده كنجو

قامت مسنة ألمانيا تقيم في إحدى قرى مقاطة “بايرن” باستضافة عائلة سورية لاجئة من محافظة إدلب، حيث قامت باستقبالهم والإشراف عليهم في جميع شؤون حياتهم وقدمت لهم المساعدة في حياة المعيشة وفي الدوائر الحكومية واحتياجات المنزل وعلى النحو التعليمي أيضاً.

وقدمت العائلة السورية كـ رداً للجميل الإهتمام بهذه المسنة على جميع الأصعدة بعد تعرضها لوعكة صحية ساء بها الحال الى درجة الإنهيار، وبدأت العائلة السورية باصطحابها الى المستشفيات ومنحها العلاج اللازم والإهتمام بها ليلاً نهاراً.

واستيقظت العائلة السورية على وفاة هذه المسنة، حيث حزن جميع أفراد العائلة الى درجة البكاء لأنها كانت إمرأة نبيلة معهم بالتزامن مع اعتيادهم عليها واعتبارها من أحد أفراد العائلة الأساسيين، وبعد القيام بإجراءات الجنازة ودفن المسنة الألمانية، قام المحامي المختص والمشرف على أملاك هذه السيدة بمطالبة جميع المستأجرين بالإيجارات من خلال ارسال رسائل نصية.

وبحسب الناشط السوري محمد كاضم الهنداوي والذي روى قصة هذه العائلة، فقد تواصل الأب السوري مع المحامي قائلاً له: “انا قمت بدفع الإيجار لها قبل وفاتها ولا أملك اي مستند او وثيقة تؤكد ذلك”، فرد عليه المحامي وطلب منه الحضور الى المكتب من خلال عدة اتصالات، حيث قام رب العائلة السورية بتجاهلها، وفي الاتصال الأخير قام بالرد على المحامي وقام بالتبرير له “اقسم لك بأني قد دفعت الإيجار وقد كانت هذه السيدة من أحد أفراد العائلة تعتبر”، رد عليه المحامي قائلاً: “انا احتاجك بموضوع آخر وليس الايجار”، فاندهش الأب السوري وقاما بالإتفاق على موعد للقدوم الى المكتب.

فذهب الأب السوري يوم الموعد وهو حائراً بينه وبين نفسه أنه في حال قمت بدفع الايجار مرة أخرى المقدر بمبلغ 650 يورو فلن يتبقى معي المال الكافي لإرسال مصورف والدتي في سوريا، فقرر الأب السوري إرسال 100 يورو الى أمه دون علم زوجته وبعدها قرر الذهاب الى المحامي قائلاً لنفسه ليحصل ما يحصل.

ودخل الأب السوري مكتب المحامي وجلسا للتحدث، فقال المحامي للأب السوري اريد أن نختار سويةً يوماً تكون متفرغاً فيه لتحديد موعداً عند كاتب العدل “النوتر” تطبيقاً لوصية المسنة التي توفيت، فانصدم الأب السوري قائلاً له أنا لم أفعل أي شيئ مسيئ للمرأة وأقسم انني دفعت الإيجار لها قبل وفاتها، فرد عليه المحامي وقال: الأمر بعيداً عن الذي تفكر فيه تماماً ففي الوصية مكتوب أنه ممنوع فتحها الا عند كاتب العدل وبحضورك.

وعاد الأب السوري الى المنزل مخبراً زوجته بأنه على الأغلب تم اتهامنا بالسرقة ويجب أن نغادر المنطقة في أسرع وقت، فاقترحت عليه زوجته بالذهاب الى المنظمات التي من الممكن ان تجيبه بالأمر، ولم يتبين عليه اي شيئ مثل هذا في القانون، وقام أحد الموظفين بتقديم نصيحته للأب السوري وهي الذهاب الى هناك لربما أمر آخر مفيدُ لك.

اقتنع الأب السوري وذهب الى كاتب العدل في العنوان المحدد، ورأى المحامي المختص بأملاك المسنة وكاتب العدل جالسان ينتظرانه، فطلب المحامي من الأب السوري إحضار مترجم محلف وإحضار عائلته الكاملة المؤلفة من زوجته وابنتين والطفل الرضيع الذي ولدته أمه في ألمانيا وكسب محبة كبيرة من المسنة قبل وفاتها، فقام الأب السوري بإحضارهم جميعاً الى كاتب العدل.

وبدأت علامات الخوف والتوتر تظهر على الأب أثناء الانتظار، فقام الكاتب بالكشف عن المفاجأة الكبيرة التي تركتها المسنة خلفها، وهي أن جميع أملاكها تم تسجيلها باسم جميع أفراد هذه العائلة السورية والتي تقدر بمبلغ 40 مليون يورو، حيث أصيبا الأب والأم بصدمة كبيرة، ومن خلال متابعة الإجراءات قامت العجوز بتخصيص ثلث الأملاك باسم الطفل الرضيع التي كانت تحتضنه وتربيه قبل وفاتها.

وقام المحامي وكاتب العدل بقراءة الوصية والرسالة المؤثرة التي تركتها العجوز قائلةً: “نظرت الى نفسي في عام 2014 وجدت نفسي على قيد الحياة عند قدوم هذه العائلة السورية الى جواري، فأنا كنت أقوم بمراقبتهم بشكل مستمر وأكون سعيدة جداً فكنت أراهم كيف يحبون بعضهم البعض ويتقربون من بعضهم البعض ويساندون وينشئون على التقرب من بعضهم لبعض، فأنا كنت سعيدة عندما شعرت بنفسي أنني أعيش بينهم وأنني من ضمن هذه العائلة، فأنا قمت بالتضحية من أجل ولدي وقمت بتربيته الى أن كبر وعلى الرغم من أنه يمكنه الحضور والاهتمام بي لكن في مجتمعنا ربما نحن إحدى العائلات الثرية ولكن لا يوجد ترابط بين أبناء العائلة عندما الأولاد لا تعود بحاجة”.

وأضافت قائلةً: “فقدت اتصالي مع ابني منذ أكثر من 10 سنوات ولكن عندما حضرتم الى جانبي هنا شعرت بأنكم عائلتي، ففي البداية كنت أشك بأنكم تقومون بالاهتمام بي لهدف معين او لتأدية مصالحكم ولكن عندما مرضت وأُصبت بأزمة صحية بدأتم بالاهتمام وكأنكم عائلتي الحقيقية كنتم تتحدثون العربية بجواري، فأنا أفهمكم فقد كان الأب يقول لزوجته بشكل دائم باللغة العربية هذه الإمرأة مثل أمي، فقد كان ينددها كثيراً وانا كنتُ سعيدةً للغاية عند سماعها ولكن لا أظهر ذلك”.

واختتمت الوصية قائلةً: “عندما كنتم لا تطبخون في منزلكم نظراً لمراعاة نفسيتي وأن الأب لا يذهب الى العمل لمعرفته بأن هنالك أطباء سيحضرون لتشخيص حالتي اليومية، وعندما قام بالشجار مع الأطباء لأنه كانوا يمنعوه من دخول غرفتي، أنا هنا كنت متأثرة جداً وكنت ولأول مرة أرى مثل هذه التضحية، فقد تمنيت منذ نعومة أظافري أن أكون بينكم وأكبر وأترعرع بينكم، فالتضحيات لم أراها من قبل، ادعوا لي بعد وفاتي، واتمنى لكم حياة جميلة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة