أوروبا تسعى لزيادة عمليات ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم
ألمانيا بالعربي – متابعات
قدمت المفوضية الأوروبية خطة جديدة تسعى لرفع أعداد المرحلين من المهاجرين ممن رفضت طلبات لجوئهم في دول الاتحاد إلى بلدانهم. وستناقش الدول الأعضاء الخطة خلال الأسابيع القادمة، خاصة وأن الأرقام حول عمليات الإعادة أثارت قلق المسؤولين الأوروبيين، حيث أن 21% فقط تمت إعادتهم إلى بلدانهم، في حين بقي الآخرون في الدول التي يقيمون فيها.
في إطار سعيها الدائم لحل الموضوع الأكثر إثارة للجدل بين دول الاتحاد، تقدمت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير بخطة جديدة لتسريع عمليات إعادة المهاجرين إلى دولهم أو إلى دول أخرى. وتستعد الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد لسلسة من الاجتماعات ستعقد خلال الأسابيع القادمة لمناقشة الخطة ووضع خطوات عملية لتنفيذها.
ووفقا للأرقام لدى المفوضية، 21 % فقط من المهاجرين الوافدين إلى دول الاتحاد بشكل غير قانوني يعودون إلى بلدانهم الأصلية، أما الباقون فيبقون حتى لو تلقوا قرارا سلبيا بشأن طلبات لجوئهم من قبل الدولة التي يقيمون فيها.
تعزيز التنسيق والجهود
وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون للصحفيين في بروكسل يوم الثلاثاء، إن المقترحات التي قدمتها المفوضية تهدف إلى زيادة هذه الأرقام (عمليات الإعادة).
وأوردت جوهانسون “لا يمكن للدول الأعضاء حلها (قضية إعادة المهاجرين) بمفردها، والمفوضية لا تستطيع حلها بمفردها أيضا”.
We can make return a much more positive story
🇪🇺 Mari Juritsch, our EU #Return Coordinator, was appointed to establish an effective and common European return system
🗣️ @YlvaJohansson "We are making progress on #migrationEU, but we need to work together" https://t.co/L4cFdTQHD1 pic.twitter.com/OKHkWQK9O5
— EU Home Affairs (@EUHomeAffairs) January 25, 2023
وأضافت “من الضروري أن تقوم الدول الأعضاء (فور صدور قرار سلبي بشأن طلب اللجوء لأي شخص) بتقديم طلب إعادة ترحيل لطالبي اللجوء (إلى بلدانهم). حينها يمكننا التصرف بناء على القرار وإعادة هؤلاء الأشخاص بالفعل إلى بلدهم الأصلي”.
ويتمثل أحد أهداف خطة المفوضية المقترحة في “ضمان توحيد الدول الأعضاء قواها وتعزيز التنسيق والتماسك بين جميع الجهات الفاعلة، لضمان تركيز الجهود على (عمليات) العودة إلى بلدان ثالثة يتم تحديدها بما يتماشى مع الأولويات السياسية”.
عمليات الإعادة مقترنة بمحفزات اقتصادية
يقول مسؤولون أوروبيون إن المشاكل الإدارية والخلافات بين الدول الأعضاء التي تعقد إنهاء عمليات الإعادة، هي من بين الأسباب العديدة لانخفاض هذه النسبة. كما أنه من الأنسب أن يتم الاتفاق مع البلدان الثالثة (بلدان المنشأ) على استقبال من تتم إعادتهم كجزء من حزمة مساعدات اقتصادية أكثر شمولا. ولكن في هذا الإطار، غالبا ما لا تنسق الوكالات المعنية بمجال المساعدات التنموية مع تلك التي تعمل على تنظيم عمليات الإعادة (للمهاجرين).
وجاءت خطة المفوضية قبيل اجتماع لوزراء الداخلية الأوروبيين سيعقد في ستوكهولم يوم الخميس 26 كانون الثاني/يناير، من المتوقع أن يتناول تدابير تزويد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي “فرونتكس” بالبيانات ذات الصلة حول من تتم إعادتهم بحلول نهاية كل عام، “بهدف إنشاء قاعدة بيانات رقمية متاحة للدول الأعضاء بحلول عام 2026 على أبعد تقدير”.
كما سيتناول الاجتماع موضوع مضاعفة عدد البلدان الثالثة التي يغطيها برنامج “مساعدات إعادة الإدماج” الذي ستشرف عليه “فرونتكس” اعتبارا من نهاية العام الجاري، والذي يوفر مساعدة مالية للمهاجرين عند عودتهم إلى وطنهم.
ويشمل البرنامج حاليا 26 دولة، من بينها البرازيل والهند وباكستان والجزائر والمغرب.
ارتفاع أعداد طلبات اللجوء بنسبة 50%
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي وصل فيه الضغط على حدود الاتحاد الأوروبي إلى أعلى مستوى منذ عام 2016. في عام 2022، تم تسجيل دخول نحو 330 ألف شخص بشكل غير نظامي، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن فرونتكس.
وتشعر المفوضية بالقلق، ففي عام 2022 تلقت الدول الأعضاء 924 ألف طلب لجوء، بزيادة قدرها 50% مقارنة بعام 2021. وتركزت معظم تلك الطلبات في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والنمسا.
وتعد الهجرة من العناوين الرئيسية على قائمة جدول أعمال اجتماع المجلس الأوروبي المقبل، الذي سيعقد في بروكسل في أوائل شباط/فبراير.
وتظهر مسودة النص الذي يسعى القادة إلى الاتفاق عليه في القمة، وفقا لموقع “بوليتيكو”، أن التركيز سينصب بشكل أساسي على زيادة العائدات وحماية الحدود الخارجية و”مواءمة سياسة التأشيرات”، في إشارة إلى سياسات التأشيرات لدى بعض دول البلقان التي يستغلها المهاجرون للعبور إلى الاتحاد الأوروبي.
وفقا لكاثرين وولارد، مديرة المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين، هناك حلول أخرى متاحة للمهاجرين لأسباب اقتصادية، “أحدها زيادة قنوات الهجرة القانونية التي كانت في الواقع تتراجع في أوروبا على مدى السنوات العشرين الماضية”.
وأوردت “هؤلاء هم الأشخاص الذين قد يرغبون في القدوم إلى أوروبا للحصول على عمل وفي الواقع، أوروبا بحاجة إلى عمال”.
عائلة سورية ترث 40 مليون يورو من امرأة ألمانية
ألمانيا بالعربي – خاص: عباده كنجو
قامت مسنة ألمانيا تقيم في إحدى قرى مقاطة “بايرن” باستضافة عائلة سورية لاجئة من محافظة إدلب، حيث قامت باستقبالهم والإشراف عليهم في جميع شؤون حياتهم وقدمت لهم المساعدة في حياة المعيشة وفي الدوائر الحكومية واحتياجات المنزل وعلى النحو التعليمي أيضاً.
وقدمت العائلة السورية كـ رداً للجميل الإهتمام بهذه المسنة على جميع الأصعدة بعد تعرضها لوعكة صحية ساء بها الحال الى درجة الإنهيار، وبدأت العائلة السورية باصطحابها الى المستشفيات ومنحها العلاج اللازم والإهتمام بها ليلاً نهاراً.
واستيقظت العائلة السورية على وفاة هذه المسنة، حيث حزن جميع أفراد العائلة الى درجة البكاء لأنها كانت إمرأة نبيلة معهم بالتزامن مع اعتيادهم عليها واعتبارها من أحد أفراد العائلة الأساسيين، وبعد القيام بإجراءات الجنازة ودفن المسنة الألمانية، قام المحامي المختص والمشرف على أملاك هذه السيدة بمطالبة جميع المستأجرين بالإيجارات من خلال ارسال رسائل نصية.
وبحسب الناشط السوري محمد كاضم الهنداوي والذي روى قصة هذه العائلة، فقد تواصل الأب السوري مع المحامي قائلاً له: “انا قمت بدفع الإيجار لها قبل وفاتها ولا أملك اي مستند او وثيقة تؤكد ذلك”، فرد عليه المحامي وطلب منه الحضور الى المكتب من خلال عدة اتصالات، حيث قام رب العائلة السورية بتجاهلها، وفي الاتصال الأخير قام بالرد على المحامي وقام بالتبرير له “اقسم لك بأني قد دفعت الإيجار وقد كانت هذه السيدة من أحد أفراد العائلة تعتبر”، رد عليه المحامي قائلاً: “انا احتاجك بموضوع آخر وليس الايجار”، فاندهش الأب السوري وقاما بالإتفاق على موعد للقدوم الى المكتب.
فذهب الأب السوري يوم الموعد وهو حائراً بينه وبين نفسه أنه في حال قمت بدفع الايجار مرة أخرى المقدر بمبلغ 650 يورو فلن يتبقى معي المال الكافي لإرسال مصورف والدتي في سوريا، فقرر الأب السوري إرسال 100 يورو الى أمه دون علم زوجته وبعدها قرر الذهاب الى المحامي قائلاً لنفسه ليحصل ما يحصل.
ودخل الأب السوري مكتب المحامي وجلسا للتحدث، فقال المحامي للأب السوري اريد أن نختار سويةً يوماً تكون متفرغاً فيه لتحديد موعداً عند كاتب العدل “النوتر” تطبيقاً لوصية المسنة التي توفيت، فانصدم الأب السوري قائلاً له أنا لم أفعل أي شيئ مسيئ للمرأة وأقسم انني دفعت الإيجار لها قبل وفاتها، فرد عليه المحامي وقال: الأمر بعيداً عن الذي تفكر فيه تماماً ففي الوصية مكتوب أنه ممنوع فتحها الا عند كاتب العدل وبحضورك.
وعاد الأب السوري الى المنزل مخبراً زوجته بأنه على الأغلب تم اتهامنا بالسرقة ويجب أن نغادر المنطقة في أسرع وقت، فاقترحت عليه زوجته بالذهاب الى المنظمات التي من الممكن ان تجيبه بالأمر، ولم يتبين عليه اي شيئ مثل هذا في القانون، وقام أحد الموظفين بتقديم نصيحته للأب السوري وهي الذهاب الى هناك لربما أمر آخر مفيدُ لك.
اقتنع الأب السوري وذهب الى كاتب العدل في العنوان المحدد، ورأى المحامي المختص بأملاك المسنة وكاتب العدل جالسان ينتظرانه، فطلب المحامي من الأب السوري إحضار مترجم محلف وإحضار عائلته الكاملة المؤلفة من زوجته وابنتين والطفل الرضيع الذي ولدته أمه في ألمانيا وكسب محبة كبيرة من المسنة قبل وفاتها، فقام الأب السوري بإحضارهم جميعاً الى كاتب العدل.
وبدأت علامات الخوف والتوتر تظهر على الأب أثناء الانتظار، فقام الكاتب بالكشف عن المفاجأة الكبيرة التي تركتها المسنة خلفها، وهي أن جميع أملاكها تم تسجيلها باسم جميع أفراد هذه العائلة السورية والتي تقدر بمبلغ 40 مليون يورو، حيث أصيبا الأب والأم بصدمة كبيرة، ومن خلال متابعة الإجراءات قامت العجوز بتخصيص ثلث الأملاك باسم الطفل الرضيع التي كانت تحتضنه وتربيه قبل وفاتها.
وقام المحامي وكاتب العدل بقراءة الوصية والرسالة المؤثرة التي تركتها العجوز قائلةً: “نظرت الى نفسي في عام 2014 وجدت نفسي على قيد الحياة عند قدوم هذه العائلة السورية الى جواري، فأنا كنت أقوم بمراقبتهم بشكل مستمر وأكون سعيدة جداً فكنت أراهم كيف يحبون بعضهم البعض ويتقربون من بعضهم البعض ويساندون وينشئون على التقرب من بعضهم لبعض، فأنا كنت سعيدة عندما شعرت بنفسي أنني أعيش بينهم وأنني من ضمن هذه العائلة، فأنا قمت بالتضحية من أجل ولدي وقمت بتربيته الى أن كبر وعلى الرغم من أنه يمكنه الحضور والاهتمام بي لكن في مجتمعنا ربما نحن إحدى العائلات الثرية ولكن لا يوجد ترابط بين أبناء العائلة عندما الأولاد لا تعود بحاجة”.
وأضافت قائلةً: “فقدت اتصالي مع ابني منذ أكثر من 10 سنوات ولكن عندما حضرتم الى جانبي هنا شعرت بأنكم عائلتي، ففي البداية كنت أشك بأنكم تقومون بالاهتمام بي لهدف معين او لتأدية مصالحكم ولكن عندما مرضت وأُصبت بأزمة صحية بدأتم بالاهتمام وكأنكم عائلتي الحقيقية كنتم تتحدثون العربية بجواري، فأنا أفهمكم فقد كان الأب يقول لزوجته بشكل دائم باللغة العربية هذه الإمرأة مثل أمي، فقد كان ينددها كثيراً وانا كنتُ سعيدةً للغاية عند سماعها ولكن لا أظهر ذلك”.
واختتمت الوصية قائلةً: “عندما كنتم لا تطبخون في منزلكم نظراً لمراعاة نفسيتي وأن الأب لا يذهب الى العمل لمعرفته بأن هنالك أطباء سيحضرون لتشخيص حالتي اليومية، وعندما قام بالشجار مع الأطباء لأنه كانوا يمنعوه من دخول غرفتي، أنا هنا كنت متأثرة جداً وكنت ولأول مرة أرى مثل هذه التضحية، فقد تمنيت منذ نعومة أظافري أن أكون بينكم وأكبر وأترعرع بينكم، فالتضحيات لم أراها من قبل، ادعوا لي بعد وفاتي، واتمنى لكم حياة جميلة”.