بوتين يستعد لإغراق أوروبا باللاجئين ومنح دخول بلاده بلا تأشيرة
منذ غزوها الأراضي الأوكرانية في الـ24 من شباط الماضي، وجّهت روسيا العديد من التهديدات إلى دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة بعد شعورها المتنامي باستحالة نصرها “السريع” الذي كانت تسعى إلى تحقيقه، وخساراتها المتلاحقة على جبهات شرقي وجنوبي أوكرانيا.
وبعد إدراكه التعقيدات المرتبطة بتهديدات قطع إمداد الغاز الروسي أو استخدام الترسانة النووية الروسية وغيرها، نتيجة انعكاس آثارها السلبية والمدمّرة على روسيا أيضاً، يركّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم على التهديد الأكثر قلقاً بالنسبة للغرب الأوروبي، والمتمثل بموجات اللاجئين.
فبعد التقرير الذي أوردته صحيفة “بيلد” الألمانية قبل عدة أيام، وكشفت فيه عن خطة بوتين التي تقضي بدفع موجة جديدة من اللاجئين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي الروسية؛ ذكرت المصادر الروسية أن بوتين أوعز للحكومة ووزارتي الخارجية والداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي بإعداد مقترحات لإنشاء نظام لدخول الأجانب إلى روسيا من دون تأشيرات.
لجوء
هل يفتح بوتين طريق لجوء جديداً للسوريين انطلاقاً من روسيا؟
وبحسب وكالة “تاس” الروسية، فقد ورد في قائمة التعليمات التي أعقبت اجتماع هيئة رئاسة مجلس الدولة أمس الأربعاء: “إعداد وتقديم مقترحات لإنشاء نظام لدخول مواطنين أجانب من دون تأشيرة إلى روسيا للسياحة والأعمال التجارية والأغراض التعليمية، وكذلك للمشاركة في الألعاب الرياضية والأحداث الثقافية (بصرف النظر عن مبدأ المعاملة بالمثل)”.
وجاء في القائمة أيضاً أن الرئيس الروسي أمر “بإعداد وتقديم مقترحات لتجديد التأشيرة الإلكترونية لمواطني الدول الأجنبية غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة التي ترتكب أعمالاً غير ودية ضد روسيا والكيانات القانونية والأفراد الروس”.
وأضافت الوكالة الروسية أن بوتين أوعز للحكومة أيضاً، إلى جانب وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي، بالنظر في زيادة حركة الطيران مع الدول غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة.
خطة دفع اللاجئين باتجاه أوروبا عبر “كالينينغراد”
وعلى غرار ما فعله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قبل نحو عام، حين دفع بآلاف الأشخاص القادمين من الشرق الأوسط نحو دول أوروبا الغربية؛ قالت صحيفة “بيلد”
الألمانية في تقريرها المنشور في الـ 21 من تشرين الأول الفائت، إن بوتين بصدد تشكيل موجة جديدة من اللاجئين ودفعهم نحو أوروبا عبر مدينة كالينينغراد في شمال غربي روسيا، تلك المدينة التابعة للاتحاد الروسي بالرغم من عدم وجود حدود واضحة تربطها مع الأراضي الروسية، وتحيط بها كل من بولندا ولتوانيا وبحر البلطيق.
وبحسب التقرير، فقد تم بالفعل فتح مطار (خرابروفو) في المدينة المذكورة أمام الرحلات الجوية من جميع أنحاء العالم منذ مطلع تشرين الأول الجاري، وفقًا لهيئة الطيران الروسية.
روسيا تهدد أوروبا بموجة جديدة من اللاجئين السوريين
ورأت الصحيفة الألمانية أن فتح المطار يعني السماح للطيران من دول “صديقة” مثل تركيا وسوريا وبيلاروسيا بالهبوط الآن في كالينينغراد الملاصقة لغربي أوروبا.
الضغط الروسي بموجة اللاجئين
ونقل التقرير عن الخبير الروسي في مركز الأبحاث البولندي “الاستراتيجية والمستقبل”، ماريك بودزيس، قوله إن “روسيا تحضّر العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها ضد الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح أن الخطوة الأولى تتمثل بالتهديد الصاروخي الحالي ضد المواطنين الأوكرانيين، بهدف إطلاق موجة جديدة من الهجرة من أوكرانيا إلى بولندا. وأضاف: “إذا تمكنا من إطلاق موجة أخرى من كالينينغراد إلى بولندا في الوقت نفسه، فإن روسيا يمكنها أن تزيد الضغط”.
من جهته، قال خبير الأمن البولندي وخبير كالينينغراد في جامعة (وارميا-ماسوريا) في أولشتين، البروفيسور كرزيستوف أوغوتا: “أمرت هيئة الطيران الروسية بفتحات إضافية للرحلات الجوية إلى كالينينغراد من الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل إثيوبيا أو السودان”.
وأضاف: “كالينينغراد لا يمكن أن تكون جذابة للسياح من هذه البلدان. لذلك ليس لدي أدنى شك في أن روسيا تستعد لحركة هجرة جديدة من كالينينغراد إلى الاتحاد الأوروبي”، وفق التقرير.
ما مدى استعداد بولندا؟
ويحذر بودزيس من أن “الحدود بين بولندا وكالينينغراد طويلة وسهلة العبور، حيث يتمركز معظم حرس الحدود البولنديين على الحدود البيلاروسية. هناك حفرة مفتوحة على الحدود مع كالينينغراد”.
وقال إن معظم اللاجئين يرجح أن يأتوا من سوريا وتركيا، التي تعمل كمركز لجميع لاجئي البحر الأبيض المتوسط.
ويصف البروفيسور أوغوتا بأن “الحدود الروسية البولندية طبيعية جداًَ وقليلة الغابات”، مضيفاً: “يمكننا أن نلاحظ الظروف الجيدة للهجرة غير الشرعية هناك. السياج على الحدود البولندية الروسية ليس بجودة السياج الجديد على الحدود البولندية البيلاروسية”.
النظام وروسيا يحذران الاتحاد الأوروبي من أزمة لجوء جديدة
وكانت المتحدثة باسم حرس الحدود البولندي الملازم آنا ميشالسكا قد صرحت في وقت سابق للمنصة الإخبارية البولندية (WP) بأنه “في الوقت الحالي لا نلاحظ أي حوادث تتعلق بعبور غير قانوني للحدود على الحدود البولندية الروسية إلى منطقة كالينينغراد”
وتابعت: “لكن، وبعد تجربة أزمة الهجرة على الحدود مع بيلاروسيا، نحن مستعدون لكل السيناريوهات”، بحسب ما نقلت الصحيفة الألمانية.