سويسرا: العمل على إتاحة أماكن إيواء إضافية للمهاجرين في المقاطعات
ألمانيا بالعربي – متابعات
تشهد سويسرا وفود أعداد كبيرة من المهاجرين، سواء كانوا هاربين من الغزو الروسي أم قادمين عبر طريق البلقان. ما أدى إلى اكتظاظ مراكز الإيواء، ودَفَع الحكومة إلى الإعلان عن إنشاء وتجهيز مساحات إضافية في مقاطعات البلاد المختلفة، لا سيما مع توقعات بوصول أعداد المهاجرين إلى نحو 100 ألف شخص.
أدى تدفق المهاجرين القادمين هربا من الحرب الروسية على أوكرانيا والواصلين عبر طريق البلقان هربا من القمع والتعذيب والاستبداد والفقر، إلى اكتظاظ مراكز إيواء المهاجرين، ودفع الحكومة السويسرية إلى إنشاء وإتاحة أماكن في مقاطعات البلاد المختلفة لا سيما ثون وإيمين، وتجهيز مستودع عكسري في وغلوبنبيرغ (ليستخدم شهرا واحدا) لإيواء المهاجرين، وفق تصريحات وزيرة الدولة لشؤون الهجرة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية “RTS”.
وأفادت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السويسري بوفود نحو 70 ألف لاجئ أوكراني منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي. مضيفة تسجيل أكثر من 800 مهاجر أسبوعيا، قدموا عبر طريق البلقان (من تركيا وأفغانستان وشمال أفريقيا) منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الهجرة، كريستسن شارنر بورنر، إلى ”تداخل الأزمات“ العالمية، مشيرة إلى وفود أعداد لم تشهدها سويسرا منذ الحرب العالمية الثانية.
ارتفاع أعداد الواصلين لا يعني بقاءهم
ويعود ارتفاع نسب المهاجرين الوافدين إلى أوروبا عموما وسويسرا خصوصا، في الفترة الأخيرة، إلى أسباب عدة منها الغزو الروسي على أوكرانيا (على نحو أساسي) ووقف تدفق الحبوب والمواد الغذائية الأساسية، والأزمات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا في العالم، إضافة إلى تشديد الرقابة الحدودية على طريق البلقان، التي أدت إلى إلقاء القبض على أعداد أكبر من المهاجرين وإدراجهم ضمن الإحصاءات الرسمية التي ارتفعت نتيجة ذلك بطبيعة الحال.
ولا تعني ارتفاع نسبة المهاجرين (غير القادمين من اوكرانيا) بقاءهم، إذ لا تكفي الظروف الاقتصادية السيئة على سبيل المثال لقبول طلب اللجوء، وتصدر في حق كثير من المهاجرين قرارات ترحيّل، كما تعاني اعداد كبيرة من المهاجرين في سويسرا من ظروف عيش ومعاملة سيئة وبطئ شديد في معالجة طلبات اللجوء، وربما تلك هي أحد أسباب اكتظاظ مراكز اللجوء الفدرالية. وفق شهادات كانت وصلت إلى مهاجرنيوز.
مراكز اللجوء الفدرالية
وهناك ست مناطق يمكن طلب اللجوء فيها داخل الأراضي السويسرية في زويرخ وبيرن، وفي ألستاتن ”شرق البلاد“، وبودري ”غرب البلاد“، وباسيل ”شمال غرب البلاد“ وباليرنا ونوفازانو ”وسط البلاد“. ويوجد في كل منطقة ”مركز فدرالي لتسيير إجراءات اللجوء، ولا يمكن طلب اللجوء إلا عبره. (تبلغ السعة القصوى لكل مركز 350 شخصا لكن يقيم في كل منها حاليا أكثر من 500 شخص).
يقيم المهاجرون في تلك المراكز الستة لحين معرفة مصيرهم الأولي، إذ يجري هناك تجهيز ثم فحص الطلبات يليها اتخاذ القرار بالقبول أو الرفض، وتأتي بعدها مرحلة إجراءات ثانية وفق القرار المُتحذ.
لكن ينقل المهاجرون أحيانا إلى مراكز في المقاطعات ”كنتونات“ تستكمل فيها الإجراءات، لاسيما عند الحاجة إلى فحص الملف على نحو موسّع أوعند وجود احتمال برفض الطلب وترحيل طالب اللجوء، ولكل من تلك المقاطعات نظام قائم وآلية مختلفة.
وانتقدت منظمات غير حكومية عدة ظروف استقبال المهاجرين في سويسرا. وكانت أطقلت منظمة العفو الدولية ”أمنستي“ عام 2021، تحقيقا يكشف ظروف عيش طالبي اللجوء في مراكز الإيواء الفدراليّة، بعد تلقيها تنبيهات من مصادر عدة.
مراكز إيواء جديدة في ثلاث المقاطعات
وأما الإجراء الجديد، فيضي إلى تجهيز أماكن ومساحات جديدة في المقاطعات (لاسيما ثون وإيمين وغلوبنبيرغ) وفق هيئة الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى نقل طالبي لجوء موجودين في مراكز اللجوء الفدرالية إلى مراكز المقاطعات القائمة، في وقت أبكر من المعتاد، (لاسيما من يحتاجون إلى تحقيقات أوسع في طلبات لجوئهم ومن يرجّح رفض طلب لجوئهم وترحيلهم).
يزاد على ذلك استعمال ملاجئ الحماية المدنية للقادمين من مناطق تعد آمنة، كما تعمد وزارة الهجرة إلى زيادة أعداد الموظفين المسؤولين عن معالجة طلبات اللجوء.
وتشير الوزارة إلى احتمال انخفاض أعداد المهاجرين القادمين من البلقان في الفترة المقبلة بسبب أحوال المناخ، بينما تتوقع ارتفاعا في أعداد القادمين من أوكرانيا للسبب نفسه وترجّح وصول أعداد المهاجرين (وخصوصا القادمين من أوكرانيا) إلى نحو 100 ألف شخص بحلول نهاية العام.