ألمانيا بالعربي
فضيحة تهز القنوات الألمانية العامة فما الذي يجري ؟!!
أزمة تعد الأسوأ تلك التي تمر بها حالياً القنوات الألمانية العامة، التي تتجاوز ميزانيتها السنوية ٨ مليارات يورو .. مصدرها المواطنين/ات الذين يُجبرون على دفع اشتراك شهري لها .. ما ينبأ بانخفاض الثقة والدعم الشعبي لها مهما قيل عن أهمية وجود إعلام عام غير تجاري يهمه إعلام وترفيه المواطنين/ات فحسب ..
ما الذي يجري؟ .. اضطرت باتريسيا شليزنغر، مديرة شبكة برلين-براندنبورغ RBB للاستقالة .. وذلك بعد أسابيع من تصدر اسمها عناوين الأخبار مع نشر وسائل إعلام .. أبرزها بزنس إنسايدر (التابعة لدار أكسل شبرنغر الناقدة بشدة للإعلام العام بداعي المنافسة) .. تحقيقات تتضمن اتهامات ضدها وضد زوجها ورئيس اللجنة الإدارية (الذي يشغل أيضاً كبير مراقبي مدينة معارض برلين) .. بالغش والمحسوبية .. (النيابة العامة أكدت تحقيقها في القضية اليوم) .. ويتعلق الأمر فيما إذا كان شليزنغر وكبير مراقبي عمل القناة قد تعاملا بطريقة متراخية مع تضارب مصالح محتمل .. وهو ما ينفيانه .. وتحديدا
*لدى توقيع عقود بشأن مشروع بناء جُمد حالياً للشبكة .. وكذلك رفع راتبها ليصل إلى ٣٠٠ ألف يورو سنوياً .. كذلك وضع بند علاوة سري (قيمته عشرات الآلاف من اليورو) ..
*وكذلك تنظيمها لقاءات في منزلها مع شخصيات عامة على حساب الشبكة رغم كونها لقاءات خاصة .. (رئيسة شرطة برلين أكدت مثلا أن اللقاءات كانت شخصية فحسب ولا علاقة لها بالعمل).. تظهر البيانات أن عشاء في منزلها كلف ١٢٠٠ يورو بين طعام والكثير من النبيذ والشامبانيا ..
*كذلك شراء سيارة عمل فارهة لها أودي A8.. تتضمن كراسيها خاصية المساج .. بثمن يتضمن تخفيضاً كبيراً .. كذلك توقيع عقد استشارة مجز لزوجها مع إدارة مدينة معارض برلين .. الذي كان يستخدم سيارة عملها الفارهة في تجواله بما في ذلك السائق ..
*وتجهيز طابق الإدارة في مبنى RBB الحالي بقطع أثاث ومعدات باهظة للغاية (بتكلفة تصل إلى ما يقارب ٦٥٠ ألف يورو .. بينها أرضية فاخرة بحوالي ١٦ ألف يورو .. يمكن مشاهدته هنا https://twitter.com/der_rosenkranz/status/1556725612240424960) ..
الشبكة كلفت مكتب محاماة بإجراء تحقيق مستقل .. لم تظهر نتائجه بعد ..
هذا كله خلق لدى الجميع شعوراً بأن المديرة (التي تقبض وزملائها مدراء قنوات ARD راتباً أعلى من المستشار/ة) منفصلة عن واقع الناس .. تعيش حياة مرفهة على حساب دافعي الضرائب .. دون رقيب .. في حين يُلاحق عامل/ة سيء الدخل إلى أقصى حد لتحصيل الاشتراك الشهري منه .. ويكافح عدد كبير من العاملين/ات بعقود عمل حر في الشبكة لأجل رفع أجورهم (تماماً الصورة النمطية الشائعة عنها تحققت).. وما زاد الأمر سوءاً هو تقديمها لاستقالتها بهامش زمني مدته ٦ أشهر بحسب العقد ..حتى فبراير العام القادم .. ستحصل خلالها على راتبها الفلكي .. عارضة (!) أن تخفض المدة في حال حصولها على “تعويض” .. علماً أن الراتب التقاعدي بحد ذاته غير معقول (١٥ ألف يورو شهرياً) .. احتمال فتح قضية جنائية ضدها سيهدد حصولها على المبلغ .. بحسب بيزنس انسايدر..
شليزنغر لا ترى حتى الآن أنها مخطئة .. مصورة نفسها كضحية لتشويه سمعة وحملة إعلامية .. وقامت بإدارة الأزمة الحالية بشكل سيء .. مؤلبة العاملين/ات معها ضدها .. بتهديدها بشكل غير مباشر بالملاحقة القانونية لمن يكشف أسرار العمل.. ما دفع المزيد منهم للتواصل مع وسائل إعلام وتقديم المزيد من التفاصيل ضدها ..
المطالبات من جميع الأطراف (بمن فيهم صحفيين/ات) تقوم على التحقق عما هو صحيح من الاتهامات .. كذلك كيف تم ذلك دون أن يوقفها أحد .. إعادة النظر في رواتب مدراء الشبكات الإعلامية الفلكية .. (كان من الغريب مشاهدة موقع الشبكة يتناول الاتهامات ضد مديرته منذ أسابيع وتتصدر أخبار وتحليلات عنها الصفحة الرئيسية .. هذا ما لا نعهده من الإعلام الموجه لمنطقتنا الذي يتصرف على مبدأ إخفاء الفضائح تحت السجادة) ..
الم