موجة لجوء كبيرة قادمة إلى أوروبا
حذر مقال من موجة لجوء كبيرة قادمة إلى أوروبا، مشيرا إلى أن القارة العجوز ليست مستعدة لها، كما انتقد السياسات الأوروبية التي تتعامل مع اللاجئين واصفا إياها بأنها محدودة الأثر وغريبة ومعادية للجوء والهجرة.
وقال الكاتب سيمون تيسدال في المقال الذي نشرته صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية إن عوامل حدوث أزمة لاجئين جديدة في أوروبا ليست بحاجة لتذكير القادة الأوروبيين والبريطانيين بها. وهناك التهديد الروسي بضم مزيد من الأراضي في أوكرانيا، ونقص الغاز الذي يلوح في الأفق، وارتفاع التضخم وكوفيد في جميع أنحاء أوروبا.
وأضاف أن التحديات تتكالب على أوروبا حاليا كما لو أن “العدوان الروسي” على أوكرانيا لم يكن كافيا لها، إذ تواجه هذه القارة الآن أيضا “موجات” جديدة متصاعدة بسرعة من طالبي اللجوء غير المسجلين.
لم يتعلموا من الماضي القريب
وانتقد الكاتب دول وقادة أوروبا وبريطانيا، قائلا إنهم لم يتعلموا من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي أعقبت وصول مليون لاجئ، معظمهم من السوريين، إلى شواطئ أوروبا في عام 2015.
وذكر أن الأرقام التي نشرتها وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” تظهر أن عدد المهاجرين غير المنظمين ارتفع إلى 114 ألفا و720 في النصف الأول من عام 2022، بزيادة 84% عن العام الماضي، مشيرا إلى أن كثيرين قد يكونون أفلتوا من الكشف، مضيفا أن عدد الذين يحاولون الدخول عبر غرب البلقان ارتفع بنحو 200%، ومن المتوقع أن يعبر نحو 60 ألف شخص القناة في قوارب هذا العام، أي ضعف العدد الإجمالي لعام 2021.
ولفت إلى أن هذه الأرقام لا تشمل ملايين الأوكرانيين الذين طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي منذ فبراير/شباط الماضي، قائلا إن معظم اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين غير الأوكرانيين المصنفين على أنهم غير نظاميين يأتون من سوريا وأفغانستان والعراق وتركيا وبيلاروسيا وبنغلاديش ومصر وأفريقيا جنوب الصحراء.
بوتين يستهدف قلب أوروبا باللاجئين
وقال الكاتب إن أسباب هذه الموجات من اللاجئين هي التأثيرات البشرية التراكمية لحالة الطوارئ المناخية، لكن في الوقت الحالي يمثل التهديد الذي تتعرض له الإمدادات الغذائية نتيجة لحصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على البحر الأسود، وما نتج عنه من نقص وتضخم في الأسعار وعدم استقرار، العامل الجديد الكبير. وأضاف أن اللاجئين بالنسبة لبوتين، مثل الطاقة والغذاء، هم سلاح حرب يستهدف قلب أوروبا.
وأوضح أنه بغض النظر عن نجاح رفع الحصار عن نقل الحبوب من أوكرانيا أو فشله، من المتوقع أن تستمر الهجرة غير المنظمة إلى أوروبا في الارتفاع حتى عام 2023.
ونقل الكاتب عن إيلفا جوهانسون مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية قولها في وقت سابق من هذا الشهر إن أوروبا تواجه تحديا كبيرا وإن أزمات الغذاء والطاقة المترابطة يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار البلدان، وأن تصبح الجماعات “الإرهابية” والجماعات الإجرامية أقوى في القارة.
ليست مستعدة
وأكد الكاتب أن أوروبا والمملكة المتحدة ليستا مستعدتين لموجة اللجوء الجديدة المقبلة، ووصف التكرار الأخير لاتفاق الهجرة المتعثر للاتحاد الأوروبي لعام 2020، وهو “آلية التضامن الطوعية”، بأنه محدود، وغامض الصياغة ويفتقر إلى الإجماع، مضيفا أن النمسا والمجر وبولندا وغيرها لا تزال ترفض بذل مزيد من الجهد لمساعدة دول “المواجهة” مثل اليونان وإيطاليا ومالطا وقبرص وإسبانيا في معالجة طلبات اللجوء وتسويتها.
ونقل الكاتب عن منظمة “أوكسفام” قولها إن هذه الآلية سمحت للدول بالتنصل من مسؤولياتها، وفشلت في إنشاء طرق هجرة قانونية، واستمرت في الاعتماد بدلا من ذلك على مراقبة الحدود ومراكز الاحتجاز وعمليات صد اللاجئين والحواجز المادية، مثل الجدار الحدودي الذي تم الانتهاء منه حديثا في بولندا مع بيلاروسيا.
ودعا في ختام مقاله حكومات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى التحرك فورا لتجنب تكرار الأزمة الإنسانية لعام 2015، قائلا إن عدد اللاجئين الذين فُقدوا في البحر المتوسط وحده منذ عام 2014 يبلغ أكثر من 24 ألفا.
المصدر: الجزيرة نت