ألمانيا وحرب أوكرانيا.. خمس أزمات تتفاقم في “قلب أوروبا”
تنويه: اشترك في قناة ألمانيا بالعربي على تيلجرام (أنقر هنا) حتى تبقى على اطلاع بأحدث أخبار ألمانيا بالعربي
تعيش ألمانيا على وقع حرب موسكو وكييف… من المطالبة بالتقشف إلى أزمات الغاز والسلع وتجريم تفشي الرموز الروسية الغامضة.
يخشى الخبراء دخول البلد الواقع في قلب القارة العجوز في دوامة الأسعار والأجور وأزمات في الغذاء والطاقة وارتفاع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.
حذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن بلاده “تمرُّ بأيامٍ صعبةٍ بسبب الوضع في أوكرانيا”.
وقال شتاينماير خلال حفلٍ موسيقيٍّ يوم الأحد: “نعم، أمامنا أيامٌ صعبةٌ في ألمانيا أيضاً، أيام ستُغيّر العالم وتُغيّرنا، ربما أسرع ممّا كنا نتخيّله”.
وأشار شتاينماير إلى أنَّ “الألمان بحاجةٍ إلى الاستعداد ليكونوا صامدين وليتّخذوا إجراءاتٍ تقشفية”.
ويقدر الخبراء أن الخسائر الاقتصادية لألمانيا من جراء وقف الغاز الروسي قد تصل لنحو 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي.
أما الخبيرة الاقتصادية فيرونيكا غريم فتقول إن “خطر دوامة الأجور والأسعار يزيد بشكل كبير”.
حيث تتوقع المحللة كاتارينا أوترمول” نمواً اقتصاديا هذا العام بنسبة 1.8 بالمائة فقط، مع تضخم يبلغ معدله 6 بالمائة في المتوسط خلال هذا العام”
أزمة الغاز الروسي..
أعلنت ألمانيا إلغاء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” مع موسكو ما قد يؤثر عليها بالمدى البعيد وبخاصة مع عدم وجود بديل.
وأيضا أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس استثناء إمدادات الغاز الروسي من لائحة العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو.
وأضاف أنَّ “أوروبا أزالت عن عمد إمدادات الطاقة من روسيا من لائحة العقوبات، لأنه لا توجد طريقة أخرى لضمان إمدادات الطاقة في أوروبا لتوفير الدفء”.
أما وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك فيقول: “إذا لم نحصل على مزيد من الغاز للشتاء المقبل فلن يكون لدينا ما يكفي من الغاز لتدفئة جميع المنازل وتشغيل
جميع الصناعات”، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
وأشار عضو الحزب الاشتراكي الألماني حسين خضر إلى أن “أوروبا وعلى رأسها ألمانيا ستلجأ إلى بدائل أخرى، أبرزها الطاقة المتجددة، بدلا من الفحم ومحطات الطاقة النووية”.
ويقول إن ألمانيا ستنوّع مصادر الغاز وتنشئ محطات تسييل وتتوجه للطاقة المتجددة كما تهدف إلى الوصول للحياد المناخي في عام 2045″.
تخزين المواد الغذائية…
ورابع أزمة تعاني منها ألمانيا تمثلت في تخزين السلع الغذائية على غرار ما حدث خلال أزمة كورونا.
شهدت متاجر التجزئة ببعض مناطق ألمانيا إقبال كبير من جانب المواطنين على شراء السلع الغذائية.
ويؤكد أندريه ستيبر مدير فرع متجر تجزئة “إيديكا” في ولاية شمال الراين ويستفاليا أن”ما يحدث يظهر الألمان وكأنهم يخبئون طعامًا يكفي لفصل الربيع في
الطابق السفلى
مضيفا أن “الأرفف فارغة في المتاجر نتيجة سلوك الشراء”
وناشد وزير التغذية الألماني جيم أوزدمير الألمان إلى عدم الخوف وتكوين مخزونات غير ضرورية بسبب الحرب في أوكرانيا وارتفاع الأسعار.
وقال أوزدمير لـ”إذاعة صوت ألمانيا” إنه” ليس هناك داع لذلك لقد قمنا بتأمين الإمدادات”
مضيفا أنه “ممثلو القطاع التجاري أكدوا أن الوضع لديهم تحت السيطرة والإمدادات مضمونة”.
أزمة الشعار السري…
حيث ظهرت الأزمة الخامسة في ألمانيا بسبب غزو الرمز Z الذي يستخدمه الجيش الروسي لترميز قواته المشاركة في حرب أوكرانيا لإبداء تأييد للعملية العسكرية الروسية وبخاصة في ولايتي بافاريا وساكسونيا السفلى.
وقال وزير الداخلية في ولاية ساكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس: “من غير المفهوم بالنسبة لي كيف يمكن استخدام هذا الرمز (Z) في بلدنا في إطار
التسامح مع هذه الجريمة؟”.