ألمانيا بالعربي
ميركل تدعم لاشيت لخلافتها رغم تراجعه في استطلاعات الرأي
قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية الألمانية، وفيما يواجه المرشح أرمين لاشيت صعوبات كبيرة، أبدت المستشارة أنغيلا ميركل دعماً قوياً له. وهو رئيس حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي.
وأعربت ميركل (67 سنة)، خلال مشاركتها الأولى في حملة لاشيت الانتخابية، السبت 21 أغسطس (آب) الحالي عن “قناعة تامة” في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية.
وأثنت على الصفات الإنسانية للاشيت القادر على “بناء الجسور بين الناس”.
وقالت “كان من المهم بالنسبة إليه على الدوام جعل كرامة الفرد التي لا تتجزأ محور كل شيء”. وأضافت “أنا على قناعة تامة” بأنّه “سيخدم الألمان بهذا النهج”، في حين يفقد لاشيت الزخم في استطلاعات الرأي.
ودافعت ميركل عن قرارها النأي بالنفس عن الحملة الانتخابية، معتبرةً أن المسؤولين السياسيين “الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب” التدخل في الحملات.
وأضافت خلال التجمّع الذي حشد نحو مئة شخص في برلين بينهم لاشيت ورئيس مقاطعة بافاريا ماركوس سودر، “هذا هو موقفي، وهذه هي قناعتي التامة”.
تراجع التأييد
وشكّلت هذه المناسبة فرصة للمستشارة التي خاضت أربع حملات انتخابية ناجحة لإلقاء واحد من خطاباتها الانتخابية الأخيرة بعد 31 عاماً من العمل السياسي وبينما ما زالت تتمتع بشعبية لدى الرأي العام الألماني. وهدفها واضح وهو أن تحاول كسب نقاط للمحافظين بفضل التأييد القياسي الذي لا تزال تحظى به، بينما يتقلص حجم تقدمهم في استطلاعات الرأي من أسبوع إلى آخر.
وستلتقي ميركل الاثنين لاشيت (60 سنة) مرة جديدة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس ولاية شمال الراين فيستفاليا التي تضم أكبر عدد من السكان وحكمها لاشيت أربعة أعوام.
وتراجعت نسبة التأييد للمعسكر المحافظ (الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي) في نيات التصويت إلى ما بين 22 و23 في المئة، مقابل حوالى 30 في المئة قبل بضعة أسابيع.
ومنذ بداية العام، عندما كانت نسبة التأييد له تبلغ 36 في المئة، سجّل تراجعاً حاداً.
تحسن وضع الاشتراكي
ويأتي بعد المحافظين حالياً الحزب الاشتراكي الديمقراطي. فبقيادة وزير المالية أولاف شولتز، حقق هذا الحزب الذي يتمتع بوجود قوي في الحياة السياسية بعد الحرب، تحسناً مفاجئاً بحصوله على 21 في المئة من نيات التصويت بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أفاد بعضها بأنه يتقدّم حتى على حزب الخضر.
ومع حصولهم على 17 في المئة من نوايا التصويت، يمرّ دعاة حماية البيئة بحالة ركود طويل منذ بداية الصيف، بعيداً من الحماسة التي أعقبت إعلان ترشيح أنالينا بيربوك في أبريل (نيسان) الماضي، حين نجح حزب الخضر في التفوق على المحافظين في استطلاعات الرأي.
وتمكّن شولتز، على الرغم من افتقاره إلى حضور قوي وإلى قدرات خطابية، من تطوير صورة تؤكد كفاءة الحزب لدى الناخبين، فيما ضاعف لاشيت وأنالينا بيربوك الأخطاء الفادحة، واضطر لاشيت إلى الدفاع عن نفسه من تهمة السرقة الأدبية.
يضحك وسط الفيضان
وأدى سوء الإدارة السياسية لأزمة الفيضانات المدمرة في يوليو (تموز) الماضي في غرب البلاد من قبل لاشيت، رئيس إحدى المنطقتين اللتين تضررتا من الكارثة، إلى تسريع سقوطه وصعود الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وكان لصور ظهر فيها يضحك خلف الرئيس فرانك فالتر شتاينماير وسط فيضان، تأثير كارثي في رجل لم يلقَ يوماً إجماعاً في حزبه السياسي.
وقبل خمسة أسابيع من موعد الاقتراع الذي ستراقب أوروبا كلها نتائجه، تتصاعد المعارضة داخل حزبه، إذ يطالب البعض بسحب ترشيحه.
وانتُخب لاشيت على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وواجه هذا الوسطي صعوبات جمة في فرض نفسه في مواجهة منافسه البافاري ماركوس سودر لقيادة قائمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي.
وأطلق ماركوس سودر تحذيراً هذا الأسبوع، معتبراً أن الوضع “صعب”، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع للمسؤولين التنفيذيين في حزبه ونشرتها صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ”.