ألمانيا بالعربي
فشل ألمانيا في أفغانستان: تبادل اتهامات و”استثمار” انتخابي
طالب ساسة بارزون في التحالف المسيحي باستقالة وزير خارجية ألمانيا الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس على خلفية تعامله مع الأزمة في أفغانستان، فيما اتهمت مرشحة الخضر للمستشارية الحكومة بالفشل في التعامل مع تطورات الوضع.
طالب السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتس، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالاستقالة بسبب سياسته في التعامل مع أزمة أفغانستان. وكتب ميرتس في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة “فوكوس” الألمانية السبت (21 أغسطس/آب 2021): “إذا صح أن أجهزة الاستخبارات وإدارة السفارة نصحتا بالإجلاء قبل أيام من الاستيلاء على كابول، لكن وزير الخارجية الألماني تجاهل هذه النصيحة، فعليه أن يستقيل… ظهوره ومحاولاته للتبرير لا تسبب سوى الإحراج”.
وعلى غرار أجهزة استخبارات أجنبية، استخفت وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) بسرعة ومدى تقدم طالبان في السيطرة على أفغانستان حتى اللحظات الأخيرة. وبحسب تقرير لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، حذرت وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية الحكومة الألمانية قبل سنوات من انهيار الدولة الأفغانية.
وتعالت في الأيام القليلة الماضية أصوات من مختلف التيارات السياسية بالمطالبة باستقالة وزير الخارجية. وقد دعا رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، إلى عدم جعل ماس، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عضوا في مجلس الوزراء الألماني بعد الانتخابات العامة المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل.
مرشحة الخضر للمستشارية تتهم الحكومة بالفشل
من جانبها، اتهمت مرشحة حزب الخضر للمنافسة على منصب المستشارة، أنالينا بيربوك، الحكومة الألمانية بالفشل في التعامل مع تطورات الوضع في أفغانستان. وقالت بيربوك السبت أمام مؤتمر انتخابي لحزبها في مدينة بوتسدام إنه من المهم أن ينتهج الخضر سياسة مختلفة، وليس مثل الحكومة الاتحادية الحالية، التي “تنتظر ببساطة وتقول في النهاية إن اللوم يقع على عاتق الآخرين”، متهمة الحكومة بأنها امتنعت عن التصرف على نحو مأساوي ثم ادعت أنها لا تعرف شيئا.
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم الحالي يضم التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وكانت ميركل ووزير خارجيتها هايكو ماس، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، اعترفا نيابة عن الحكومة الاتحادية بأنهما فوجئا بسرعة وتيرة استيلاء طالبان على مقاليد الأمور.
وبعد وصول حركة طالبان إلى السلطة الأسبوع الماضي، بدأ الجيش الألماني نقل أشخاص معرضين للخطر ويبحثون عن الحماية من أفغانستان إلى بر الأمان. وتتهم المعارضة في البرلمان الألماني الحكومة بتأخير مغادرة المعاونين الأفغان الذين عملوا لصالح الجيش الألماني والحكومة الألمانية.
مرشح تحالف ميركل يطالب بالمزيد من الجهود في الدفاع
على صعيد متصل، طالب مرشح تحالف المستشارة ميركل المسيحي، أرمين لاشيت، بأن تبذل ألمانيا مزيدا من الجهود في مجال الدفاع. وفي مستهل حملته الانتخابية الرسمية، قال رئيس حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، السبت إن من الممكن الالتزام بهدف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الخاص بوصول الإنفاق على شؤون الدفاع لكل دولة عضو إلى 2% من إجمالي ناتجها المحلي.
واتهم لاشيت الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بالسعي إلى التملص من هذا الهدف، وقال: “لابد أن نقدم إسهاما من أجل تأمين ألمانيا في هذا العالم غير المستقر”. وأضاف لاشيت: “ننتظر من كل شريك محتمل في الحلف أن يكون لديه توجه واضح في السياسة الخارجية والأمنية بالنسبة لبلادنا”.
وطالب لاشيت بزيادة الدور الأوروبي في السياسة الخارجية والأمنية وقال: “يجب علينا كأوروبيين أن نكون قادرين على تأمين مطار مثل مطار كابول” لافتا إلى أن هذا هو أحد الدروس المستفادة من الأحداث الراهنة في أفغانستان.
وزيرة الدفاع تؤكد عزم الجيش مواصلة الإجلاء
فيما أكدت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب-كارنباور، عزم الجيش الألماني مواصلة مهمة إجلاء مواطنين ألمان، ومعاونين أفغان، من العاصمة الأفغانية كابول. وقالت الوزيرة في برلين السبت: “الوضع صعب، لكننا سنواصل بكافة الإمكانيات وكل ما يتاح في الموقع لجلب أكبر عدد ممكن من الناس”.
وكان الجيش الألماني قد نقل اليوم مروحيتين إلى مطار كابول لاستخدامهما في مهمة الإجلاء. وبمساعدة المروحيتين، سيتم إحضار أشخاص معرضين للخطر إلى بر الأمان، حيث لا يستطيعون الوصول إلى المطار بمفردهم بسبب الوضع الخطير والمربك في كابول.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الألمانية، فإن الأمر يتعلق “بتوسيع سبل التصرف” في إطار حملة الإجلاء. وأوضحت الوزارة أن المروحتين يمكن استخدامهما لإنقاذ مواطنين ألمان، أو معاونين أفغان، من أوضاع خطيرة.
أوضحت كرامب-كارنباور أنه لا يمكن استخدام المروحيتين في الموقع إلا بالتنسيق مع الأمريكان والدول الشريكة الأخرى. وقالت الوزيرة: “المروحيتان متواجدتان في الموقع الآن، وهما جاهزتان للعمل… هذا لن يتم إلا بالتنسيق مع الشركاء الدوليين في الموقع فقط”، موضحة أن المروحتين ستكونان تحت تصرف أولئك الذين يتخذون القرارات في الموقع.
وذكرت الوزيرة أن الجهود المبذولة لنقل العمال المحليين والأشخاص المعرضين للخطر الآخرين إلى بر الأمان تلقى زخما دوليا، وقالت: “وهذا يجلب معه (…) التحدي الكبير المتمثل في التنسيق بشكل أفضل على المستوى الدولي – ليس فقط في الموقع، ولكن أيضا في الجهود السياسية.”
وبحسب بيانات الوزيرة، نقل الجيش الألماني حتى الآن ما يقرب من ألفي شخص إلى خارج أفغانستان على متن في رحلاته الجوية.