ألمانيا بالعربي
أداة إلكترونية “حكومية” لمنع وصول المهاجرين إلى المملكة المتحدة
أطلقت وزارة الداخلية البريطانية موقعاً إلكترونياً (غير رسمي) للتحذير من مخاطر طرق الهجرة المؤدية إلى المملكة المتحدة. ويأتي إطلاق هذا الموقع إلى جانب جملة من التدابير التي اتخذتها لندن لمنع وصول المهاجرين إليها.
أداة جديدة اتخذتها المملكة المتحدة إلى جانب تدابير عدة، ترمي إلى وقف وصول المهاجرين لأراضيها.
موقع الكتروني باسم ”أون ذا موف On the Move“ يوفر معلومات بلغات عدة (منها اللغة العربية) عن مخاطر اتخاذ طرق الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة، لثني المهاجرين عن محاولة القدوم.
”هل تخطط للذهاب إلى المملكة المتحدة على نحو غير شرعي؟“ رسالة تستقبلك عند دخولك إلى الموقع. إذا كانت الإجابة ”نعم“، تظهر صفحة فيها شرح تفصيلي عن مخاطر الهجرة إلى المملكة المتحدة على نحو غير شرعي، إضافة إلى معلومات عن الحياة في أوروبا، مثلا ” لن يحصل الوافد على مساعدة اجتماعية حكومية …يحصل طالب اللجوء في الغالب على 5 جنيهات استرلينية يوميا فقط“.
يوضح الموقع مخاطر عبور القناة الإنكليزية بالتفصيل، فيذكر مثلا أن الظروف المناخية تؤدي إلى انقلاب الزوارق، وبالتالي موت المهاجرين على متنها إثر انخفاض درجة حرارة أجسادهم، “لن تصمد أكثر من 30 دقيقة إذا سقطت في البحر أثناء العبور“.
إضافة إلى ذكر المخاطر التي سيواجهها المهاجر إن رغب في الوصول إلى المملكة المتحدة على نحو غير شرعي، يشير الموقع إلى وجود بدائل قانونية آمنة، لكن لا معلومات وافية ضمن صفحات هذا العنوان، وفق صحيفة ”الاندبندنت“.
من جملة المعلومات التي يقدمها الموقع، عدم تقديم نظام اللجوء في بريطانيا أية ميزات لطالب اللجوء، كما ينبه الموقع إلى أفضلية تقديم اللجوء في ”البلد الذي أنت فيه“ لتجنب مخاطر العبور إلى المملكة المتحدة.
حملة إعلانية على وسائل التواصل الإجتماعي
لا يوجد ضمن الموقع ما يفيد بهوية مالكه (وزارة الداخلية البريطانية)، وليس هنالك ما يوضح بأن جميع المعلومات التي سيضعها مهاجرون في الموقع (من خلال نماذج الاتصال) ستكون في عهدة جهات حكومية. وفق الاندبندنت.
الصحيفة اتهمت وزارة الداخلية، بالافتقار إلى الشفافية وخلق مزاعم ”مضللة“ موجهة إلى المهاجرين عبر موقع يموله دافعو الضرائب. كاشفة عن دفع وزارة الداخلية البريطانية نحو 23 ألف جنيه إسترليني، مقابل حملة إعلانية للموقع على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك Facebook” و”إنستغرام Instagram”، بين كانون الأول/ديسمبر ونيسان/ أبريل.
”السلطات تشعر بحرية مطلقة”
إلى ذلك، قال الباحث في مركز الهجرة التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri) ، ماثيو تارديس، لألمانيا بالعربي، إن الموقع “يوضح جيدًا اتجاه المملكة المتحدة المتعلق بسياسة الهجرة، وهو الاستعانة بمصادر خارجية”.
مضيفا أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير كان اقترح استراتيجية مماثلة، بعد عام 2000، كما كان اقتُرح ”وجود مركز لتحديد اللاجئين في شمال أفريقيا“ على سبيل المثال، إلا أن الاتحاد الأوروبي رفض الاقتراح عام 2003.
وأوضح الباحث أن السلطات البريطانية تشعر بحرية مطلقة، لاسيما عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، إذ كان من ضمن ما نص عليه نظام اللجوء البريطاني الذي قدمته وزيرة الداخلية بريتي باتيل، في بداية تموز/ يوليو، إرسال طالبي اللجوء إلى مناطق أجنبية أثناء معالجة طلبات لجوئهم. مردفا، أن الحكومة البريطانية لا تريد أن يكون المهاجرون الوافدون إليها عبر بلدان آمنة “مؤهلين” للحصول على حق اللجوء.
وخلص الباحث إلى أن السياسيين البريطانيين لا سيما وزيرة الداخلية الحالية، بريتي باتل، تسعى لاستغلال ملف الهجرة وقضية المهاجرين لأغراض انتخابية.