ماذا بعد ميركل وما مصير سياستها التي اتبعتها أثناء مسيرتها كمستشارة لألمانيا !

13 أغسطس 2021929 مشاهدةآخر تحديث :
ألمانيا ميركل لاجئين
ألمانيا ميركل لاجئين

ألمانيا بالعربي

ماذا بعد ميركل وما مصير سياستها التي اتبعتها أثناء مسيرتها كمستشارة لألمانيا !

ستة عشر عاماً من في مسيرة عملها الدؤوب والمستمر كمستشارة لألمانيا، أنغيلا ميركل تترك خلفها بصمة مؤثرة في السياسة الخارجية للبلاد.

وعلى الرغم من مساهمتها في تنامي الدور الألماني في العالم، إلا أنها واجهت تحديات عالمية كبيرة.

وهذه لمحة عن سياستها الخارجية التي اتبعتها هذه المرأة الحديدية كما لقبها أغلب زعماء العالم المستشارة الألمانيا أنجيلا ميركل

أنغيلا من هي وكيف بدأت مسيرتها النضالية كسياسية مخضرمة في هذا البلد العظيم ؟

كان من الصعب أن تجد شخصا خارج ألمانيا يعرف أنغيلا ميركل عندما أصبحت مستشارة لأول مرة في عام 2005. وربما أيضا يكاد لم يكن هناك أحد بمقدوره توقع البصمة التي ستتركها ميركل في العالم.

كيف ستكون سياسة ألمانيا الخارجية بعد رحيل ميركل؟

لكن سرعان ما رسّخت موطئ قدم لها؛ حتى في السياسة الخارجية. فمنذ البداية، قامت بتشكيل السياسة الخارجية بنفسها إلى حد كبير، بدلاً من ترك ذلك لكل وزير خارجية على حده. وعند استضافتها قمة مجموعة الثماني في منتجع “هايليغيندام” على بحر البلطيق في عام 2007، كانت تتعامل ببراعة مع أهم رؤساء الدول والحكومات في العالم، ولو ألقينا نظرة على الماضي، لرأينا مسيرة مثالية.

ألمانيا تأخذ دور القيادة في أزمة اليورو

رغم ذلك تعين على المستشارة الانتقال بسرعة إلى وضع الأزمة. ففي عام 2008، اندلعت الأزمة المالية العالمية. وتعرض اليورو، وهو أحد أقوى رموز الوحدة الأوروبية، للضغط. وحذرت المستشارة أنه: “إذا فشل اليورو، فسوف تفشل أوروبا”.

وعلى مضض تقريباً، تولت أقوى دولة اقتصادياً في الاتحاد الأوروبي الدور القيادي في أوروبا تحت قيادة ميركل. فمن جهة، أجبرت الحكومة الاتحادية البلدان المثقلة بالديون بشكل خاص على اتباع نهج تقشف وإصلاح صارم، حتى أن بعض النقاد في اليونان ادعوا أن لتلك الأجراءات أوجه تشابه مع الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية. لكن من جهة أخرى، وافقت ميركل على مساعدات أوروبية واسعة النطاق، ما جعل المسؤولية الألمانية عن ديون البلدان الأخرى تتزايد بشكل كبير.

لكن حقيقة أن بقية دول الاتحاد الأوروبي تقبلت بشكل عام الدور القيادي الألماني الجديد هي أيضاً بفضل الحضور الحساس لميركل، فهي تجمع بين “ثقافة ضبط النفس” و “ثقافة المسؤولية”، كما يقول العالم في الشؤون السياسية يوهانس فارفيك من جامعة هاله.

فرنسا: شريك لم يعد وثيقاً كما كان!
لكن الدور المتنامي لألمانيا يؤدي أيضاً إلى اختلال توازن القوى مع فرنسا، رغم أن ميركل ملتزمة صراحة بالعلاقة مع هذا الشريك الأقرب. وبسبب التعاون الجيد مع الرئيس نيكولا ساركوزي، اخترعت وسائل الإعلام اسماً يدل على التعايش أو التكافل وهو “ميركوزي” (اسم مشتق من دمج اسمي ميركل وساركوزي).

لكن ميركل جعلت مطالب العديد من الرؤساء الفرنسيين، وآخرهم إيمانويل ماكرون، بتعميق دور الاتحاد الأوروبي، مثلا من خلال إنشاء منصب لوزير مالية أوروبي، “تضيع هباء”. وهذه “فرصة ضائعة”، كما يقول هينيغ هوف من الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية. فارفيك أيضاً يتحدث لـDW عن “الاغتراب (الألماني) المتزايد” عن فرنسا، ويرى أن ميركل ليس لديها “رؤى كبيرة” تهدف لتعميق الاتحاد الأوروبي.

“منبهرة بالصين”
بخلاف ذلك، تواصل المستشارة السياسة الخارجية للحكومات الاتحادثة السابقة: سياسة موضوعية ودون مبادرات كبيرة، وفي اتفاق جيد مع جميع الأطراف، إذا أمكن ذلك، مع مراعاة المصالح الاقتصادية العالمية لألمانيا.

إنها سياسة تؤتي ثمارها، فالتجارة، خاصة مع الصين، تزايدت بسرعة، وكثيراً ما سافرت ميركل إلى الصين وبدت منبهرة. ويرى هوف أن ميركل لديها “إعجاب -يقترب من الرهبة- بالقوة الاقتصادية الصينية”. إنها تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان بحذر هناك.

ويميل الأمريكيون إلى الإشارة إلى الجانب السلبي لزيادة الاعتماد على الصين. ويعتقد هوف أن ميركل “قللت من شأن المخاطر الناشئة عن الأنظمة الاستبدادية، وخاصة الصين وروسيا، اللتين تعولان أيضاً على القوة الجيو-اقتصادية والتضليل وتقويض الغرب”.

المصدر : Dw

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة