ألمانيا: مبادرة خاصة في أحياء ذات غالبية أجنبية لنشر الوعي بخطورة كورونا

28 مارس 2021916 مشاهدةآخر تحديث :
ألمانيا: مبادرة خاصة في أحياء ذات غالبية أجنبية لنشر الوعي بخطورة كورونا

ألمانيا بالعربي

ألمانيا: مبادرة خاصة في أحياء ذات غالبية أجنبية لنشر الوعي بخطورة كورونا

في حي نويكولن في برلين، شهدت عدوى انتشار فيروس كورونا ارتفاعا ملحوظا بين سكان الحي.

تعرف هذه المنطقة بسكانها ذات الغالبية الأجنبية. ما دفع فريق من المتطوعين إلى تأسيس مبادرة لتوعية سكان المنطقة

تجوب علية توركيلماز البالغة من العمر 48 عاما والمنحدرة من تركيا الشوارع والأسواق المزدحمة في منطقة نويكولن في برلين ثلاث مرات أسبوعيا، بهدف نشر التوعية وتوزيع نشرات للسكان هناك.

تتقن توركيلماز التحدث بأربعة لغات مختلفة، هي واحدة من المتطوعات في فريق يعمل في مجال التوعية الخاصة بمخاطر عدوى فيروس كورونا، وكيفية الحماية الصحيحة الواجب اتباعها للحفظ على السلامة العامة. خاصة للأشخاص الذين لا يتقنون الألمانية ويصعب عليهم التوصل إلى المعلومات الصحيحة من خلال وسائل الإعلام الرئيسية.

أشار تقرير لوكالة أنباء أسوشيتد برس إلى الحاجة الكبيرة للتواصل مع سكان منطقة نويكولن بلغتهم، وذلك بعد رصد أن حالات العدوى بالمرض كانت الأعلى في هذه المنطقة التي يسكنها الكثير من الأجانب مقارنة ببقية أحياء برلين. وذكر التقرير الإخباري أن انخفاض الوعي بخطورة فيروس كورونا، قد يكون من بين أسباب انتشار المرض هناك.

وتذكر توركيلماز في حوار مع أسوشيتد برس زيارتها لمنطقة يؤمها الأتراك لشراء حاجياتهم في نويكولن وتقول” المهاجرون من كبار السن لا يتقنون الألمانية، وبعضهم من غير المتعلمين، والبعض الآخر لا يزالون غير مدركين للمخاطر الصحية والتعليمات المتعلقة بالوباء”.

تم عزل عدد كبير من الأشخاص في هذا المبنى السكني في نويكولن بعد تفشي COVID-19 | حقوق الصورة / دبليو

الفقر ونسبة العدوى

يقدر عدد الأجانب الذين يعيشون في هذا الحي بأن نصفهم لديه جذور أجنبية، وهو أعلى من المعدل العام لسكان العاصمة برلين، حيث تشير الاحصاءات بأن 35 بالمئة من مجموع سكان العاصمة البالغ عددهم 3.6 مليون نسمة هم من جذور أجنبية. وتبلغ أعداد الإصابة بالمرض حاليا 4.828 لكل 100 ألف مواطن في منطقة نيوكولن مقارنة بمعدل اصابة 3.575 في بقية أنحاء العاصمة.

وكانت صحيفة “تاغيس شبيغل” الألمانية اليومية قد أشارت في يونيو/ حزيران 2020 إلى تذمر بعض سكان العاصمة وإرجاع انتشار المرض إلى بعض الأجانب الذين لا يلتزمون بقواعد العزل الصحي، خاصة مع تحول منطقة نويكولن إلى بؤرة عدوى.

وكانت دراسة نشرتها السلطات الصحية في المدينة قد أشارت إلى أن الإصابة بالمرض قد تكون أعلى بين بعض السكان من أصول مهاجرة، لكن انتشار العدوى كان أعلى بين شرائح المجتمع الفقيرة وكذلك العاطلين عن العمل ومتلقي الرعاية الاجتماعية.

ويوضح نيكو دراغانو، أستاذ علم الاجتماع الطبي في جامعة هاينريش هاينه في مدينة دوسلدورف، في تقرير أسوشيتد برس أن “الهجرة ليست السبب الرئيسي لارتفاع خطر الإصابة بالفيروس، لكنها قد تكون سببا إضافيا”.

وكانت نتائج دراسة أخرى أجرتها منظمة التعاون والتنمية أن خطر الإصابة بفيروس كورونا يتضاعف بين مجتمعات الأقلية العرقية في أوروبا عما هو عليه الحال بالنسبة لبقية السكان، وهو ما ولد الحاجة إلى ضرورة إيجاد تعليمات صحية ولوحات إرشادية وملصقات باللغة الأم لتلك الفئات من أجل حمايتهم ومنع انتشار الوباء

الشعور بالتكاتف

كل هذه الأسباب كانت الدافع للقيام بحملة توعية، بحيث تم تشكيل فريق توعية خاص، تشارك به توركيلماز وغيرها وبالتعاون مع منظمة Chance غير الحكومية وبالتنسيق مع الدوائر الحكومية هناك لمكافحة نقص المعلومات.

ووفقاً لكاظم أردوغان، وهو مشارك من أصول تركية، فإن الهدف هو أن يتمكن الفريق سد ثغرة النقص في المعلومات، وتخطي الحواجز التي تمنع وصول المعلومة للسكان.

ويرى أردوغان أن الحاجز اللغوي ليس الوحيد في التواصل ولكن أيضا عدم الثقة في السطات الألمانية من قبل بعض السكان والذي يغذيها لديهم الشعور بعدم التقبل من ضمن محيطهم.

ويقول أردوغان لوكالة أسوشيتد برس: “إذا لم نتمكن من خلق شعور بالانتماء معا في الأوقات العادية، ولم يتكاتف الناس سوية، فمن غير الممكن خلق هذا الشعور الآن”.

ومن غير الواضح لغاية الآن كيف أثرت مساهمات التوعية التي نشرها الفريق بين السكان من أصول مهاجرة في خفض أعداد الاصابة بين السكان، بيد أن محافظ المنطقة مارتن هيكيل صرح “إن الطرق غير التقليدية للتواصل مع مجتمعات نويكولن المتنوعة كانت مهمة”.

وقال هيكيل لوكالة أسوشيتد برس “إن العديد من سكان منطقته لا يقرأون الصحف الألمانية أو يشاهدون محطات التلفزيون الألمانية حيث يتم الإبلاغ عن تغيير التعليمات الصحية باستمرار، بما في ذلك إغلاق المدارس والمتاجر وإعادة فتحها”.

مبادرات متعددة

وتحاول منطقة نويكولن التواصل مع السكان ضمن العديد من المبادرات، مثل نشر قواعد السلوك الأساسية أثناء الوباء عبر الرسومات والصور، والاستعانة بترجمة التعليمات بأكثر من لغة.

ويقول هيكل لوكالة أسوشييتد برس “نحاول نشر الوعي كذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الأخصائيين الاجتماعيين والجمعيات المحلية”، مضيفًا أن السلطات المحلية غالبًا ما تتقدم بخطوة على مسؤولي الولايات والمسؤولين الفيدراليين بأساليبهم في التواصل لأنهم أكثر إدراكا بالأمر على أرض الواقع.

وترى إيزابيلا غراغكوفسكي (34 عاما)، وهي إحدى المشاركات في فريق التوعية ” IKAT” ولها جذور بولندية، إن الناس كانوا منفتحين بشكل عام عند الاقتراب منهم بالشارع والتواصل معهم بلغتهم . أما أبرز المواضيع التي عادة ما تهم الناس عندما يتحدثون إلى الفريق، فهي مواعيد إعادة فتح المدارس والمتاجر والمطاعم وما إذا كان يُسمح لهم بالسفر إلى الخارج لزيارة الأقارب.

إحدى الأسئلة الرئيسية الأخرى كانت متى وكيف سيتمكن الناس من التطعيم، ووفقا لتوركيلماز فإن الدعوات لكبار السن للتسجيل للقاح والتفاصيل المتعلقة بها كانت باللغة الألمانية، وهو ما زاد من صعوبة التسجيل لدى كبار السن في التسجيل وفي فهم هذه الشروط”.

 

مهاجر نيوز

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة