ألمانيا :مفاوضات خلف الأبواب المغلقة بشأن مصير الآلاف من اللاجئين
ألمانيا بالعربي 28 يوليو 2024
في تطور جديد يثير الجدل، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر عن خططها لإعادة اللاجئين إلى أفغانستان وسوريا. يأتي هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه عدد اللاجئين من هذين البلدين في ألمانيا، حيث تقدم نحو 40,000 سوري و20,000 أفغاني بطلبات لجوء في النصف الأول من هذا العام.
تشير الإحصاءات إلى أن ألمانيا تستضيف حالياً حوالي مليون لاجئ سوري وأكثر من 400,000 لاجئ أفغاني. يعتمد منح حق اللجوء في ألمانيا بشكل كبير على وجود أسباب حماية مثل تهديد الحياة والسلامة في بلد المنشأ. وفي هذا السياق، قضت المحكمة الإدارية العليا في مونستر هذا الأسبوع بأن الأوضاع في سوريا لم تعد تشكل خطراً يستدعي منح حماية جماعية للاجئين.
هذا الحكم أعاد فتح النقاش حول إمكانية ترحيل اللاجئين، خصوصاً أولئك الذين ارتكبوا جرائم، إلى سوريا وأفغانستان. بينما يدعم المستشار أولاف شولتس وبعض الولايات الألمانية والشرطة الاتحادية هذه الخطط، يعارضها حزب الخضر بشدة.
أكدت فايسر في تصريح لصحيفة بيلد: “المصالح الأمنية الألمانية هي الأولوية بالنسبة لي. نهدف إلى ترحيل المتطرفين الإسلاميين بعزم. نحن نتفاوض سراً مع دول مختلفة لجعل الترحيل إلى أفغانستان وسوريا ممكناً مرة أخرى.”
وأضافت فايسر أن الهدف هو “تمكين الشرطة الاتحادية من دعم الولايات المسؤولة عن تنفيذ هذه الترحيلات بأسرع وقت ممكن. يجب أن يغادر من ليس له حق البقاء في ألمانيا بسرعة أكبر.”
تتضمن الخطة ترحيل السوريين والأفغان عبر دول مجاورة إلى بلدانهم. ولكن وزارة الخارجية الألمانية، تحت قيادة أنالينا بيربوك، تعتبر أن الأوضاع الأمنية في سوريا لا تزال خطيرة، مشيرة إلى استمرار القتال وانتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والإعدامات.
تشير تقارير الأمم المتحدة، التي لا تزال متواجدة في سوريا، إلى أن الظروف الحالية لا تضمن عودة آمنة للاجئين. وعليه، وصف رئيس مجموعة حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ألكسندر دوبريندت، تصريحات شولتس حول الترحيل بأنها “عديمة القيمة” حتى الآن، مطالباً بإنهاء “أعذار الحكومة لتأجيل الترحيلات”