توجيهات جديدة تشعل الجدل حول إجراءات الترحيل في ألمانيا
ألمانيا بالعربي 22 أغسطس 2024
في تطور صادم يشير إلى تحديات كبيرة تواجهها السلطات الألمانية في تنفيذ عمليات الترحيل، كشف تقرير جديد عن تعليمات موجهة إلى الشرطة الفيدرالية بمطار دوسلدورف تقضي بعدم ترحيل المهاجرين الذين يقاومون الترحيل أو يرفضون الصعود إلى الطائرة. وقد أثارت هذه التعليمات موجة من الانتقادات، خاصة بعد حادثة عنف أخيرة تورط فيها مهاجر من ساحل العاج.
كان المستشار الألماني أولاف شولتس قد وعد العام الماضي بتسريع وتيرة الترحيلات على نطاق واسع، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يبدو بعيدًا عن هذا الهدف. وفقًا لرسالة صادرة عن هيئة استقبال المهاجرين في ولاية سكسونيا السفلى إلى الشرطة الفيدرالية بمطار دوسلدورف، يتم الإفراج عن المهاجرين الذين يقاومون الترحيل، ويسمح لهم بالعودة إلى مكان إقامتهم بمفردهم.
هذا الوضع أثار استياء أفراد الشرطة الذين يرون أن مثل هذه التعليمات تعرضهم للخطر وتُعقد من مهمة تنفيذ الترحيلات. مانويل أوسترمَن، نائب رئيس نقابة الشرطة الفيدرالية، وصف هذه التعليمات بأنها عبثية وتضر بمصداقية دولة القانون في ألمانيا. وأكد أن استمرار مثل هذه السياسات لا يؤثر فقط على سمعة النظام القانوني، بل يعرض حياة أفراد الشرطة للخطر.
في حادثة حديثة وقعت في مطار دوسلدورف، تعرض ضابطان للاعتداء من قبل مهاجر كان من المفترض ترحيله، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة استدعت نقلهما إلى المستشفى. وعلى الرغم من أن التعليمات كانت تقتضي بإطلاق سراح المعتدي، إلا أن الشرطة قررت عرضه على قاضي التحقيقات الذي أمر بحبسه.
هذه الحوادث دفعت إلى مطالبات بضرورة إصلاح شامل في سياسات الترحيل، بما في ذلك إنشاء مراكز احتجاز خاصة بالمبعدين وتقصير فترات الاحتجاز لإتمام الإجراءات. إلا أن الانتقادات طالت الحكومة الألمانية ووزيرة الداخلية لعدم جديتهما في معالجة هذا الملف الحيوي، ما أدى إلى تفاقم المشكلة واستمرار حالة من الفوضى والإحباط بين صفوف الشرطة.