المدن الألمانية تتسابق لتطبيق بطاقة الدفع للمهاجرين قبل الحل الفيدرالي
ألمانيا بالعربي 20 يونيو 2024
تعتزم السلطات الفيدرالية في ألمانيا إدخال بطاقة الدفع للمهاجرين بحلول الخريف، إلا أن العديد من المدن والبلديات قد بدأت بالفعل في تنفيذ هذا النظام. وتعد تجربة مدينة بيرماسينس نموذجًا يمكن الاستفادة منه.
تشبه “بطاقة الاجتماعية” المستخدمة في بيرماسينس البطاقات البنكية العادية، حيث تم توزيعها على اللاجئين منذ ثلاثة أسابيع. كان مراد محسن، القادم من سوريا، من أوائل الحاصلين عليها في أواخر مايو. وفي مؤتمر صحفي مع رئيس البلدية، أظهر محسن بطاقته للكاميرات بابتسامة.
تتيح البطاقة لمستخدمها شراء المستلزمات من المتاجر، وتحتوي على رصيد يعادل المساعدات المالية المخصصة له بموجب قانون المساعدات لطالبي اللجوء، وفي حالة محسن كان المبلغ 460 يورو. يمكنه سحب 150 يورو نقدًا شهريًا، ولكن لا يُسمح بالتحويلات الخارجية للحد من تمويل أنشطة تهريب البشر.
حافز للعمل المدفوع
لا يشعر محسن بالانزعاج من هذا القيد، ويقول: “الدفع بالبطاقة أفضل من النقود التي يمكن أن تُفقد. كما أنها رقمية ويمكنني تتبع ما أشتريه من خلال التطبيق”. حاليًا، يستخدم حوالي 40 شخصًا البطاقة في بيرماسينس، ويتوقع زيادة العدد تدريجيًا حتى أغسطس، مع استهداف اللاجئين الجدد أو العاطلين عن العمل.
تأمل مدينة بيرماسينس أن تشجع هذه البطاقة اللاجئين على البحث عن عمل مدفوع الأجر، مما يمنحهم حرية التصرف في أموالهم من خلال حساب بنكي. وتؤكد المدينة على أهمية الدورات الإلزامية لتعليم اللغة الألمانية لتحقيق اندماج أسرع للاجئين.
المفاوضات الجارية
تواصل 14 ولاية ألمانية التفاوض حول تفاصيل بطاقة الدفع الموحدة، فيما تتوقع الحكومة الهيسية، التي تترأس مؤتمر رؤساء الوزراء حاليًا، الانتهاء من عملية المناقصة بحلول نهاية يوليو. بينما اختارت بعض المدن، مثل بيرماسينس ومدن في بافاريا وهانوفر وهامبورغ، تنفيذ النظام بشكل مستقل.
اختلاف الأنظمة
على الرغم من انتشار استخدام بطاقات الدفع في عدة بلديات، إلا أن الأنظمة تختلف بينها. ففي بيرماسينس يمكن سحب 150 يورو شهريًا، بينما تكون الحدود في هامبورغ وبافاريا 50 يورو. في هانوفر، يمكن للاجئين سحب المبلغ كاملاً نقدًا.
الجدل حول البطاقة
يقول هانز فورلاندر، عالم السياسة، إن الوقت لا يزال مبكرًا لتقييم فعالية البطاقة بشكل كامل بسبب اختلاف الممارسات وقلة الدراسات الشاملة. ويشير إلى أن الهدف الأساسي للحكومة من إدخال البطاقة هو التأكيد على التحكم في التكاليف المرتبطة باستقبال اللاجئين.
دعوة للتوحيد
يحث الاتحاد الألماني للبلديات على وضع إطار موحد لبطاقة الدفع لتجنب التعقيدات، بينما يشير الاتحاد الألماني للمقاطعات إلى الحاجة لبعض المرونة المحلية. إلا أن الجمعيات المناصرة للاجئين تعبر عن قلقها من أن البطاقة قد تزيد من تهميش اللاجئين، كما تعيق قدرتهم على القيام بمعاملات مالية يومية.
تجارب ناجحة
في المقابل، ترى مدينة بيرماسينس أن نموذجها ناجح وغير تمييزي، حيث تشبه البطاقة البطاقات البنكية العادية. وتلقى النظام ردود فعل إيجابية من مستخدميه في بافاريا وهامبورغ، مما يعزز قناعة بيرماسينس بأهمية تجربتها وضرورة تبادل الخبرات مع البلديات الأخرى.