مهندس سوري في شركة بورش الألمانية: لم أستطع إحضار عائلتي المتضررة من الزلزال
تركيا بالعربي – متابعات
قال شاب سوري يعمل مهندساً في شركة “بورش” الألمانية لصناعة السيارات، وحاصل على الجنسية، إنه يواجه عقبات كبيرة في الحصول على تأشيرة لإحضار عائلته المتضررة من الزلزال في سوريا.
الشاب السوري عمر البكور، الذي يعيش في مدينة شتوتغارت بولاية بادن فورتمبرغ جنوبي ألمانيا، فقد أقاربه في سوريا من جراء الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين 6 من شباط الفائت، ويحاول حالياً مساعدة عائلته في سوريا ويأمل في الحصول على تأشيرات لهم، لكنه يواجه عقبات كبيرة جداً.
وينحدر عمر البكور البالغ من العمر 31 عاماً، من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وجاء إلى ألمانيا في عام 2015 واستقر في مدينة شتوتغارت، وتمكن من إتقان اللغة الألمانية وحصل على الجنسية، ويعمل حالياً مهندساً في شركة “بورش”.
حرب وزلازل
وفي لقاء مع قناة (SWR) الألمانية، يقول الشاب السوري، “أنا بخير، لكن عائلتي في سوريا ليست كذلك، فالوضع في سوريا مأساوي، لقد مات بعض أقاربي من جراء الزلزال، فقدت عمي وابنتيه، وابن عم ثان، وابن عم آخر لي فقد ستة من أطفاله”.
صور الضحايا والدمار الذي خلفه الزلزال في سوريا، كانت صادمة بالنسبة للمهندس السوري، ولكن لا حول له ولا قوة، ويراقب دون أن يستطيع فعل شيء، بينما تحاول عائلته البقاء على قيد الحياة في سوريا، ولم يتبق لديه خيار سوى التبرع بالمال”.
ووسط كل هذا الدمار والفوضى، قالت له عائلته إن عليهم الانتظار لمدة أسبوع تقريباً للحصول على المساعدة، لكن بالوقت نفسه كانت المساعدات تصل إلى تركيا بشكل أسرع. يقول البكور “نحن نأسف لما حدث في تركيا مثلما نأسف لما حدث في سوريا، لكننا لا نفهم لماذا كان التركيز كبيراً على دعم الجانب التركي فقط”.
تأشيرة إلى ألمانيا ولكن لا تفيد الجميع
ويوم الإثنين، وعدت ألمانيا بتسهيل الحصول على تأشيرة للأقارب المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، مثل عائلة البكور، حيث أصبح بالإمكان إحضار الأقارب من منطقة الزلزال على جانبي الحدود إلى ألمانيا والحصول على تأشيرة بسهولة أكبر.
ويرى عمر البكور أن الفكرة جيدة، لكنها غير مفيدة لعدد كبير من السوريين، فمثلاً السفارة الألمانية في دمشق مغلقة، وعائلته أصلاً موجودة في إدلب ولا تستطيع مغادرتها إلى أي مكان آخر داخل سوريا أو خارجها، وحتى لو تمكنوا بطريقة ما من تحقيق ذلك، فلن يكونوا قادرين على تلبية العديد من الشروط المطلوبة.
ويقدّر البكور أن 80 إلى 90 في المئة من مجموع السوريين المتضررين من جراء الزلزال يشعرون بالمعاناة نفسها التي يعانيها، وذلك على الرغم من حقيقة أن الأقارب يعيشون في ألمانيا ويمكنهم استقبالهم.
لا يملك الشاب السوري حالياً سوى صور عائلته على هاتفه المحمول، فهو لم يرها منذ ثماني سنوات، وكذلك فقد مضى وقت طويل على تركه وطنه، لكنه في غضون شهرين سيصبح أباً لأول مرة، يأمل أن تتعافى سوريا قريباً من الحرب والزلازل وأن يتمكن من أن يريها لابنته.
المصدر: وكالات
عائلة سورية ترث 40 مليون يورو من امرأة ألمانية
ألمانيا بالعربي – خاص: عباده كنجو
قامت مسنة ألمانيا تقيم في إحدى قرى مقاطة “بايرن” باستضافة عائلة سورية لاجئة من محافظة إدلب، حيث قامت باستقبالهم والإشراف عليهم في جميع شؤون حياتهم وقدمت لهم المساعدة في حياة المعيشة وفي الدوائر الحكومية واحتياجات المنزل وعلى النحو التعليمي أيضاً.
وقدمت العائلة السورية كـ رداً للجميل الإهتمام بهذه المسنة على جميع الأصعدة بعد تعرضها لوعكة صحية ساء بها الحال الى درجة الإنهيار، وبدأت العائلة السورية باصطحابها الى المستشفيات ومنحها العلاج اللازم والإهتمام بها ليلاً نهاراً.
واستيقظت العائلة السورية على وفاة هذه المسنة، حيث حزن جميع أفراد العائلة الى درجة البكاء لأنها كانت إمرأة نبيلة معهم بالتزامن مع اعتيادهم عليها واعتبارها من أحد أفراد العائلة الأساسيين، وبعد القيام بإجراءات الجنازة ودفن المسنة الألمانية، قام المحامي المختص والمشرف على أملاك هذه السيدة بمطالبة جميع المستأجرين بالإيجارات من خلال ارسال رسائل نصية.
وبحسب الناشط السوري محمد كاضم الهنداوي والذي روى قصة هذه العائلة، فقد تواصل الأب السوري مع المحامي قائلاً له: “انا قمت بدفع الإيجار لها قبل وفاتها ولا أملك اي مستند او وثيقة تؤكد ذلك”، فرد عليه المحامي وطلب منه الحضور الى المكتب من خلال عدة اتصالات، حيث قام رب العائلة السورية بتجاهلها، وفي الاتصال الأخير قام بالرد على المحامي وقام بالتبرير له “اقسم لك بأني قد دفعت الإيجار وقد كانت هذه السيدة من أحد أفراد العائلة تعتبر”، رد عليه المحامي قائلاً: “انا احتاجك بموضوع آخر وليس الايجار”، فاندهش الأب السوري وقاما بالإتفاق على موعد للقدوم الى المكتب.
فذهب الأب السوري يوم الموعد وهو حائراً بينه وبين نفسه أنه في حال قمت بدفع الايجار مرة أخرى المقدر بمبلغ 650 يورو فلن يتبقى معي المال الكافي لإرسال مصورف والدتي في سوريا، فقرر الأب السوري إرسال 100 يورو الى أمه دون علم زوجته وبعدها قرر الذهاب الى المحامي قائلاً لنفسه ليحصل ما يحصل.
ودخل الأب السوري مكتب المحامي وجلسا للتحدث، فقال المحامي للأب السوري اريد أن نختار سويةً يوماً تكون متفرغاً فيه لتحديد موعداً عند كاتب العدل “النوتر” تطبيقاً لوصية المسنة التي توفيت، فانصدم الأب السوري قائلاً له أنا لم أفعل أي شيئ مسيئ للمرأة وأقسم انني دفعت الإيجار لها قبل وفاتها، فرد عليه المحامي وقال: الأمر بعيداً عن الذي تفكر فيه تماماً ففي الوصية مكتوب أنه ممنوع فتحها الا عند كاتب العدل وبحضورك.
وعاد الأب السوري الى المنزل مخبراً زوجته بأنه على الأغلب تم اتهامنا بالسرقة ويجب أن نغادر المنطقة في أسرع وقت، فاقترحت عليه زوجته بالذهاب الى المنظمات التي من الممكن ان تجيبه بالأمر، ولم يتبين عليه اي شيئ مثل هذا في القانون، وقام أحد الموظفين بتقديم نصيحته للأب السوري وهي الذهاب الى هناك لربما أمر آخر مفيدُ لك.
اقتنع الأب السوري وذهب الى كاتب العدل في العنوان المحدد، ورأى المحامي المختص بأملاك المسنة وكاتب العدل جالسان ينتظرانه، فطلب المحامي من الأب السوري إحضار مترجم محلف وإحضار عائلته الكاملة المؤلفة من زوجته وابنتين والطفل الرضيع الذي ولدته أمه في ألمانيا وكسب محبة كبيرة من المسنة قبل وفاتها، فقام الأب السوري بإحضارهم جميعاً الى كاتب العدل.
وبدأت علامات الخوف والتوتر تظهر على الأب أثناء الانتظار، فقام الكاتب بالكشف عن المفاجأة الكبيرة التي تركتها المسنة خلفها، وهي أن جميع أملاكها تم تسجيلها باسم جميع أفراد هذه العائلة السورية والتي تقدر بمبلغ 40 مليون يورو، حيث أصيبا الأب والأم بصدمة كبيرة، ومن خلال متابعة الإجراءات قامت العجوز بتخصيص ثلث الأملاك باسم الطفل الرضيع التي كانت تحتضنه وتربيه قبل وفاتها.
وقام المحامي وكاتب العدل بقراءة الوصية والرسالة المؤثرة التي تركتها العجوز قائلةً: “نظرت الى نفسي في عام 2014 وجدت نفسي على قيد الحياة عند قدوم هذه العائلة السورية الى جواري، فأنا كنت أقوم بمراقبتهم بشكل مستمر وأكون سعيدة جداً فكنت أراهم كيف يحبون بعضهم البعض ويتقربون من بعضهم البعض ويساندون وينشئون على التقرب من بعضهم لبعض، فأنا كنت سعيدة عندما شعرت بنفسي أنني أعيش بينهم وأنني من ضمن هذه العائلة، فأنا قمت بالتضحية من أجل ولدي وقمت بتربيته الى أن كبر وعلى الرغم من أنه يمكنه الحضور والاهتمام بي لكن في مجتمعنا ربما نحن إحدى العائلات الثرية ولكن لا يوجد ترابط بين أبناء العائلة عندما الأولاد لا تعود بحاجة”.
وأضافت قائلةً: “فقدت اتصالي مع ابني منذ أكثر من 10 سنوات ولكن عندما حضرتم الى جانبي هنا شعرت بأنكم عائلتي، ففي البداية كنت أشك بأنكم تقومون بالاهتمام بي لهدف معين او لتأدية مصالحكم ولكن عندما مرضت وأُصبت بأزمة صحية بدأتم بالاهتمام وكأنكم عائلتي الحقيقية كنتم تتحدثون العربية بجواري، فأنا أفهمكم فقد كان الأب يقول لزوجته بشكل دائم باللغة العربية هذه الإمرأة مثل أمي، فقد كان ينددها كثيراً وانا كنتُ سعيدةً للغاية عند سماعها ولكن لا أظهر ذلك”.
واختتمت الوصية قائلةً: “عندما كنتم لا تطبخون في منزلكم نظراً لمراعاة نفسيتي وأن الأب لا يذهب الى العمل لمعرفته بأن هنالك أطباء سيحضرون لتشخيص حالتي اليومية، وعندما قام بالشجار مع الأطباء لأنه كانوا يمنعوه من دخول غرفتي، أنا هنا كنت متأثرة جداً وكنت ولأول مرة أرى مثل هذه التضحية، فقد تمنيت منذ نعومة أظافري أن أكون بينكم وأكبر وأترعرع بينكم، فالتضحيات لم أراها من قبل، ادعوا لي بعد وفاتي، واتمنى لكم حياة جميلة”.