لماذا ستزداد فترة انتظار طالبي اللجوء في هولندا؟
ألمانيا بالعربي – متابعات
لا تزال أزمة اللجوء مستمرة في هولندا لا سيما بعد أن وصل عدد طالبي اللجوء الذين ينتظرون اتخاذ قرار في إجراءات لجوئهم إلى أكثر من تسعة وعشرين ألف شخص معظمهم من السوريين الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من أوقات الانتظار.
وذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن عدد طالبي اللجوء في هولندا وصل إلى 29460 طالب لجوء ممن ينتظرون البت في طلب لجوئهم ما يعني أن عددهم وصل تقريباً إلى المستوى الذي كان عليه خلال أزمة اللجوء الكبرى في عام 2015.
وبحسب ما ذكرت دائرة الهجرة والتجنيس (IND) بلغ عدد طالبي اللجوء في شهر آب الماضي 4795 طالب لجوء بالمقارنة مع شهر يوليو حيث كان العدد 4376″.
وتذكر IND على موقعها الرسمي أن “منشأ طالبي اللجوء الذين قدموا طلب لجوء في أغسطس 2022 هي: سوريا (2265) وأفغانستان (474) وتركيا (415) واليمن (228) وإريتريا (211)”.
ووفقاً لـدائرة الهجرة والتجنيس “IND”، تتزايد أوقات الانتظار بسبب نقص الموظفين و”عدد الطلبات أكثر مما نحن كمنظمة مجهزون ومتوقعون”.
أوقات الانتظار تزداد
ونقلت وسائل إعلام هولندية عن متحدثة باسم IND قولها إن هناك عددا كبيرا من طالبي اللجوء من سوريا وتركيا واليمن، مضيفة بأنه “لا يزال لدينا طلبات من عام 2021 يتعين علينا اتخاذ قرار بشأنها.. كمؤسسة، لدينا عدد أقل من الموظفين للتعامل مع هذه الأعداد المتزايدة.. ونتيجة لذلك، يزداد وقت الانتظار”.
كما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن الحكومة الهولندية ستقوم بتمديد فترة اتخاذ القرار إلى 15 شهراً.
وإضافة إلى ذلك، تقول المسؤولة الهولندية إن “طريقة العمل في قضايا اللجوء أصبحت أكثر تعقيداً (..) وفقاً لقرارات المحاكم والتشريعات الأوروبية، يجب عمل مزيد للتعامل مع الطلبات”، مشيرة إلى أن “هذا يتطلب مزيدا من الوقت والقدرة”.
وتقول المسؤولة الهولندية إن دائرة الهجرة والتجنيس تعمل على تعيين موظفين جدد، مشيرة إلى أن “التدريب غالباً ما يستغرق وقتًا طويلاً”.
وتضيف “بالنسبة إلى أعمال الاستماع واتخاذ القرار، يستغرق الأمر عاماً قبل أن يتمكن الأشخاص الجدد من القيام بهذا العمل بشكل مستقل، كما يتطلب الأمر أيضاً القدرة على تدريب موظفين جدد، إننا نتطلع إلى جميع الجوانب لنرى كيف يمكننا تسريع ذلك، ولكن المال والموظفين الجدد وحدهم لا يساعدون في تقصير وقت الانتظار”.
وقالت المتحدثة إن دائرة الهجرة والتجنيس تطالب بـ “تمويل مستقر” من الحكومة لبعض الوقت “حتى نعرف أين نقف ويمكننا الحفاظ على قدرة معينة للموظفين”.
وبحسب صحيفة “دا تلغراف” فإن مجلس الوزراء الهولندي وعد بالتوصل إلى “إعادة توجيه أساسية” لسياسة اللجوء في الخريف.
وتقول المسؤولة الهولندية “نحن ننتظر ونتطلع إلى ذلك (..) ونود أن تتماشى السياسة مع عملنا اليومي.. نحن الآن نناقش هذا”.
“قنبلة موقوتة”
من جانبها، تصف منظمة مساعدة اللاجئين في هولندا تراكم طلبات اللجوء بأنه “قنبلة موقوتة”، ويقول المتحدث باسم المنظمة مارتين فان دير ليندن: “كلما طال انتظار طالبي اللجوء لإجراءاتهم، ازدادت الحاجة إلى أماكن استقبال”، مضيفاً “أن التراكم الآن هو رقم قياسي جديد تقريباً في حين أن المأوى مكتظ ويمثل أزمة بعد أزمة”.
ووفقاً لاتفاقيات سابقة مع وزارة العدل والأمن، يجب على IND أن تبت في 22000 طلب لجوء هذا العام، وتقول منظمة مساعدة اللاجئين إن الأمور تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الرقم هذا العام، مشيرة إلى أن غالبية تلك الطلبات التي تمت معالجتها قد تم تقديمها في عام 2021.
وقال المتحدث باسم منظمة “في في إن” إنه “لا يجب أن يكون هذا أمراً معقداً لأن الجميع يريد أن يعرف ما إذا كان يحق له اللجوء أم لا”، مضيفاً “يجب على السياسيين أن يستمعوا عن كثب إلى المنظمات التي تعنى بذلك لا سيما IND”.
وأشار إلى أنه “يجب تمويل IND بشكل أكثر هيكلية، كما هو متفق عليه في اتفاقية الائتلاف (..) يجب أيضاً وضع دراسة جدوى لسياسة اللجوء بعناية”.
استعانة بالسفن.. والقضاء يقف إلى جانب “COA”
ولحل أزمة استقبال طالبي اللجوء استعانت السلطات الهولندية ببعض السفن لإيواء طالبي اللجوء الأمر الذي تسبب بغضب بعض السكان المحليين في بلدية فيلسن نورد التي ستستقبل أكثر من ألف لاجئ على متن سفينة.
وقررت محكمة هارلم أنه يُسمح للوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) باستقبال ألف طالب لجوء على متن سفينة سياحية في فيلسن نورد وذلك بعد أن اعترض رجال أعمال في منطقة نورد هولاند على ذلك، ولكن وفقاً للقاضي، فإن مصالح ملجأ الطوارئ تفوق مصالح رجال الأعمال.
ويعتقد رجال الأعمال أن المنطقة التي ترسو فيها السفينة ليست آمنة بما يكفي للسماح لطالبي اللجوء بالعيش فيها، ويرى القاضي أن هذه الحجة الأخيرة “غير مدعمة بأدلة كافية”، علاوة على ذلك، ووفقاً للقاضي، تقوم البلدية بما يكفي من خلال وضع الأسوار وغيرها من الإجراءات لجعل الموقع آمناً والحد من أي إزعاج للسكان الجدد.
وقال متحدث باسم “الكوا” إنه تم إيواء أول مئة طالب لجوء (من أصل ألف) على متن السفينة بعد ظهر يوم الإثنين.
وفي الأيام المقبلة، سيصل مزيد من طالبي اللجوء تدريجياً “لأسباب لوجستية” حتى يصل العدد إلى 1000 لاجئ وربما 1200 لاجئ.
وأثار وصول السفينة احتجاجات وغضب من سكان فيلسن نورد، لكن العمدة فرانك ديلز قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع اتخاذ تدابير كافية لتهدئة جميع المخاوف.
وفي أمستردام أيضاً، سيتم قريباً استيعاب ألف طالب لجوء على متن سفينة سياحية، لمدة ستة أشهر على الأقل، ووصلت السفينة إلى ميناء “Westelijk Havengebied” وقال مدير COA ميلو سخونماكير إن “هذه الحلول تخفف من حدة الأزمة إلى حد ما، لكن هناك حاجة ماسة لهذا المأوى لفترة زمنية أطول”.
هل ستستقبل هولندا الروس الهاربين من بوتين؟
في سياق ذي صلة، يبحث مجلس الوزراء الهولندي في احتمالات تخفيف إجراءات وقواعد استقبال الروس الهاربين من روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين “التعبئة الجزئية”.
وتجبر التعبئة الجزئية مئات الآلاف من الروس على الالتحاق بالجيش الروسي للقتال في أوكرانيا.
وتقول دائرة الهجرة والجنسية إن عدد الروس الذين يقومون بتقديم طلبات اللجوء في هولندا ليس كبير حيث تقدم 328 روسياً بطلبات لجوء في هولندا حتى الآن لكن من المتوقع أن يرتفع العدد في الأسابيع المقبلة.
وأرسل وزير الدولة لشؤون اللجوء فان دير بورخ إشارة مفادها أن هولندا مستعدة على ما يبدو للقيام بذلك.
السوريون في هولندا
وعلى مدار الأشهر الماضية وصل الآلاف من طالبي اللجوء خصوصاً السوريين إلى هولندا بحثاً عن الأمان لهم ولأطفالهم الأمر الذي تسبب باكتظاظ مراكز الإيواء لا سيما مركز “تير آبل” لتسجيل طلبات اللجوء.
وعلى إثر الأزمة أعلنت الحكومة الهولندية عن عدة إجراءات لحل أزمة اللجوء التي تشهدها البلاد منذ أشهر وكان أبرزها التشديد “المؤقت” للم شمل أُسر طالبي اللجوء حيث قد تصل فترة انتظار طالبي اللجوء للم شمل ذويهم إلى مدة عام ونصف.
ومنذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا، وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة فر من الحرب في سوريا عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها امتحانات اللغة.
ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر من مئة وستة وعشرين ألف شخص بحسب التقارير الرسمية.