بلغاريا: توقيف 12 شخصا بينهم سوري بتهمة تشكيل عصابة لتهريب المهاجرين
ألمانيا بالعربي – متابعات
قال مكتب المدعي العام البلغاري إن الشرطة أوقفت 12 شخصا في عدة مدن حول البلاد بشبهة تشكيل عصابة لتهريب المهاجرين. بيان السلطات أورد بأنه من بين المعتقلين من يعتقد بأنه زعيم العصابة، وهو سوري مقيم في بلغاريا منذ سنوات عدة بشكل قانوني. وربطت الشرطة بين الموقوفين والحادث الذي وقع على الحدود مع تركيا الشهر الماضي وأودى بحياة شرطيين.
أعلنت السلطات البلغارية عن توقيف 12 شخصا بتهمة تشكيل عصابة لتهريب المهاجرين. مكتب المدعي العام قال أمس الثلاثاء 20 أيلول/سبتمبر إن من بين المعتقلين رئيس تلك المجموعة، على حد وصفه، وهو سوري مقيم في بلغاريا ولديه مهنة قانونية وصديقة.
حسب المعطيات الرسمية، فإن لهذه العصابة علاقة مباشرة بالحادث الذي وقع في مدينة بورغاس الساحلية (شمال شرق الحدود مع تركيا) في الـ25 من آب/أغسطس الماضي، والذي أسفر عن مقتل شرطيين أثناء محاولتهما توقيف حافلة تحمل مهاجرين.
وكان سائق الحافلة (تحمل لوحات تسجيل تركية) قد رفض التوقف عند نقطتي تفتيش حدوديتين، فاعترض الشرطيان طريقها بواسطة سيارتهما، لكن السائق دهسهما وسيارتهما.
مكتب المدعي العام أورد أن العصابة كانت تتقاضى مبالغ من المهاجرين تراوحت بين ألفين وثلاثة آلاف يورو عن كل شخص.
وتدور التحقيقات حاليا حول ما إذا كان لتلك المجموعة ارتباطات بجماعات الجريمة المنظمة، أو كان لها نشاط سابق في عمليات تهريب المهاجرين.
وداهمت الشرطة مواقع عدة في البلاد، حيث تم تنفيذ عمليات تفتيش واعتقال للمشتبه بهم، كما تم العثور على 22 مهاجرا في أحد المواقع القريبة من منزل أحد الموقوفين.
وجاءت هذه العملية في إطار العملية الأوسع التي كانت السلطات قد أطلقتها لمكافحة الهجرة غير القانونية عبر البلاد.
اعتراض 85 ألف مهاجر
وكانت روسيتسا ديميتروفا، قائدة شرطة الحدود البلغارية، قد صرحت في وقت سابق خلال مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، إن هناك زيادة كبيرة في الضغط الناجم عن الهجرة غير الشرعية على طول الحدود مع تركيا. وكشفت ديميتروفا عن اعتراض أكثر من 85 ألف مهاجر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي عند الحدود مع تركيا، مقارنة بـ41 ألفا خلال عام 2021 بأكمله.
وأشارت قائدة شرطة الحدود خلال المقابلة إلى أن المهاجرين الواصلين من تركيا بمعظمهم شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما، استعانوا بشبكات تضم مهربين بلغاريين وأفغان وسوريين.
انتهاكات ضد المهاجرين
ولطالما اتهمت بلغاريا بإساءة معاملة المهاجرين على حدودها، حيث وثق تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” نشر في أيار/مايو الماضي، تعرض المهاجرين للعنف بأشكال مختلفة، قبل أن تعيدهم قوات حرس الحدود إلى الجانب التركي دون إعطائهم فرصة لتقديم طلب اللجوء، الأمر الذي يخالف القوانين الأوروبية والدولية.
وقالت المنظمة الحقوقية إن السلطات البلغارية تقوم بـ”ضرب وسرقة وتجريد” المهاجرين من ممتلكاتهم، إضافة إلى “استخدام الكلاب البوليسية لمهاجمة الأفغان وغيرهم من طالبي اللجوء والمهاجرين، ثم تعيدهم إلى تركيا دون أي مقابلة رسمية أو إجراءات لجوء”.
وكانت مفوضية اللاجئين قد دعت إلى إجراء تحقيق في الأحداث التي يتم الإبلاغ عنها على الحدود البلغارية التركية. وفي شباط/فبراير الماضي، أشار المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى “نمط مقلق من التهديدات والتخويف والعنف والإذلال للأشخاص الذين يتم إبعادهم على الحدود الوسطى والجنوبية الشرقية للاتحاد الأوروبي”.
وتعد بلغاريا أفقر عضو في الاتحاد الأوروبي، ولم تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين، حيث غالباً ما يعتبرها المهاجرون مجرد محطة عبور. ومع ذلك، تعاملت الدولة مع قضية الهجرة على أنها “قضية أمنية”.