ترحيب باللاجئين الأوكران في برلين وتخصيص مكتب لتسجيلهم
تنويه: اشترك في قناة ألمانيا بالعربي على تيلجرام (أنقر هنا) حتى تبقى على اطلاع بأحدث أخبار ألمانيا بالعربي
سجل مكتب شؤون اللاجئين (LEA) في برلين أمس، وصول 100 لاجئ أوكراني إلى مركز تسجيل راينكيندورف.
وقال المتحدث باسم المكتب، ساشا لانجينباخ، إنهم سجلوا 310 لاجئ منذ الجمعة، وليس واضحًا عدد الأوكرانيين الذين لا يأتون إلى مكتب رينكيندورف، فالعديد منهم يذهبون للإقامة مع أقاربهم أو أصدقائهم.
ويتوقع مكتب الولاية فرار المزيد من الأوكران إلى العاصمة الألمانية، عبر بولندا بشكل أساسي. وسيخصص مكتب لتسجيل هؤلاء اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
عضو مجلس برلين عن الشؤون الاجتماعية كاتيا كيبينغ قالت: “نقف إلى جانب الشعب الأوكراني، ونرحب بالأشخاص الذين اضطروا للفرار من الحرب المروعة بقلوب وأذرع مفتوحة”.
كيف أيقظ بوتبن “عملاق أوروبا النائم”؟
أعلن المستشار الألماني “أولاف شولتز”، أمام نواب البوندستاغ (البرلمان) تخصيص 100 مليار يورو لصندوق خاص يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة.
وأضاف شولتز قائلاً: “سنؤسس صندوقا خاصاً للجيش الألماني لإستخدامه للإستثمارات في مجال الدفاع.
وتابع “شولتز”: “من الواضح أننا بحاجة إلى زيادة الإستثمار بشكل كبير في أمن بلدنا؛ من أجل ضمان حريتنا وديمقراطيتنا”.
وأشار “شولتز” إلى ضرورة إدراج الصندوق الخاص للجيش في الدستور الألماني، مع التنصيص على زيادة الإنفاق الدفاعي بأكثر من 2٪ من إجمالي الناتج المحلي، بدلًا حوالي 1.5 في المئة”.
وجاء إعلان “شولتز” لهذه القرارات بعد أن قامت روسيا بإعلان الحرب على أوكرانيا.
الجدير بالذكر أن برلين عانت من ضغوطات متزايدة من حلفائها في حلف الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة؛ من أجل زيادة إنفاقها الدفاعي.
ویری مراقبون ومحللون في السياسات الدفاعية أن إعلان الحرب على أوكرانيا من قبل روسيا كان له تأثير واضح على صناع القرار في برلين، الذين بدورهم وضعوا أيديهم على القصور الذي تسرب على مدار السنوات الماضية لكل مفاصل القوات المسلحة الألمانية،
وقال المحللين، أن هذا التقصير يتعلق في الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية الألمانية، والموارد المالية واللوجستية المتوفرة لهذه الوحدات.
ووفقاً للمحللين أن هذا التقصير جعلها هزيلة في تعزيز دفاعات حلف الناتو في شرق أوروبا، وعدم قدرتها على تقديم مساعدات عسكرية نوعية وفعالة للجيش الأوكراني في أزمته الأخيرة،
الجدير بالذكر أن الجيش الألماني تأسس منتصف عام 1955، بعد سماح الحلفاء لألمانيا بتسليح نفسها مجدداً عقب الحرب العالمية الثانية وخسارة المانيا الحرب في عام 1945.
واضطرت ألمانيا للتوقيع غير المشروط على وثيقة قانونية تم بموجبها إعلان الهدنة وإنهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
وكانت أول مهمة عسكرية دولية تشترك فيها ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، عام 1993 حينما منحت الحكومة الاتحادية تفويضاً للجيش الألماني للمشاركة في مهام قوات الناتو في يوغسلافيا السابقة.
ويبلغ عدد قوات الجيش الألماني حالياً 185 ألف فرد دون الاحتياط، وينقسم إلى 5 فرق قتالية.
وبحسب “غلوبال فاير باور” فإن الجيش الألماني يحتل المرتبة 16 بين 140 جيشاً لأقوى جيوش العالم،
كما أن الجيش الألماني يمتلك 617 طائرة متعددة المهام، إضافياً إلى 266 دبابة و9 آلاف و217 مدرعة، ويتكون أسطوله الحربي من 80وحدة بحرية.
وقال “جوزيبي فاما” مدير شؤون الاتحاد الأوروبي بمجموعة الأزمات الدولية، خلال حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية” وقال:” إن قرار شولتز يأتي خلافا للسياسة الألمانية القائمة منذ عقود، حيث كانت الحكومة الألمانية واحدة من أكثر الحكومات الأوروبية ترددا في استخدام القوة العسكرية وزيادة الميزانية الدفاعية تحت حكم المستشارة إنجيلا ميركل”.
وقد وصف “جوزيبي فاما” القرار الذي أصدره المستشار الألماني بـ”الثوري”.
بينما شدد” فأنا” على أن الجيش الالماني أصبح عرضة للإنتقاد للحالة المزرية لأصوله في حلف الناتو بالرغم من أن ألمانيا هي واحدة من أبرز الدول في الصناعات العسكرية والدفاعية.
وأشار “فاما”، أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على وجود القوات الأمريكية، وكذلك المعدات التقنية الأمريكية المنتشرة على أراضيها.
وذكر “فأما” أن قرار استثمار 100 مليار يورو سوف يجعل من الميزانية الدفاعية الألمانية تتخطى نسبة 2 في الناتج المحلي حسب ما اتفقت عليه دول الناتو بحلول 2024، وهذا يدفعها لتطوير أسلحتها الرئيسية، وشراء معدات أكثر حداثة.
وبحسب وكالة رويترز، فقد رجحت أن ألمانيا ستقوم بشراء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز 35-F، لتحل محل الطائرة متعددة المهام “تورنادو” بعد تقادمها المتقادم في دور المشاركة النووية.
وأضافت الوكالة، من المنتظر أن يبني الجيل القادم من الطائرات المقاتلة والدبابات في أوروبا بالاشتراك مع شركاء في دول أوربا، مثل فرنسا،
وأوضح “محمد منصور” الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن هناك العديد من الشواهد التي دفعت المستشار الألماني شولتز، لتجاهل الرفض الذي شاب مواقف الأحزاب الألمانية المشاركة في الترويكا الحكومية، من مسألة رفع النسبة المخصصة للدفاع ضمن الميزانية العامة الألمانية،
وأضاف الباحث المصري، أن هذا القرار يتوافق مع مطالبات وزيرة الدفاع ورئيس رابطة الجيش الألماني، حيث طالبوا برفع النسبة إلى 2٪، عوضا عن 1.5 ٪خلال الميزانية الحالية.
وأوضح منصور أن زيادة تلك المخصصات تسهم في دعم عملية التحديث العسكري الألمانية، والتي يتوقع أن تشمل الجانب التصنيعي والجانب التسليحي، إضافتاً إلى تسهيل مهمة الاستدعاء المحتمل لنحو 20 ألف جندي من قوات الاحتياط،
وإن مستوى المشاركة الألمانية في تعزيز وحدات حلف الناتو في بحر شرق أوروبا كان هزيلاً ، فقد اقتصرت هذه المشاركة على إرسال 3 مقاتلات إلى رومانيا منتصف الشهر الجاري، مع التجهيز لإرسال 3 مقاتلات أخرى بحلول منتصف الشهر المقبل، للمشاركة في وحدات الشرطة الجوية التابعة للناتو، إضافة لمشاركة محدودة للقوات البرية الألمانية في ليتوانيا.
وأكد أنه على مستوى حجم المساعدات العسكرية التي قدمتها برلين لكييف، فكان أيضا مؤشراً واضحاً على عجز المؤسسة العسكرية في ألمانيا،
حيث اقتصرت المساعدات فقد على إرسال 5 آلاف خوذة واقية إلى القوات الأوكرانية، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة وأثار ردود فعل علنية داخل السلك العسكري في المانيا.