ألمانيا بالعربي
ألمانيا..مكالمات مجهولة تنتهي بالاحتيال والابتزاز
حذرت تقارير ألمانية من الإجابة بكلمة ”نعم“ على أي أسئلة قد توجه إلى أي شخص يتلقى مكالمة هاتفية مجهولة المصدر.
وذكر موقع ”giga.de“ المختص في تكنولوجيا المعلومات، أن ظاهرة غاية في الطرافة والمأساوية في آن واحد انتشرت في ألمانيا منذ يونيو/حزيران الماضي.
وكشف الموقع عن قيام أشخاص يتحدثون بلهجات شرق أوروبية بالاتصال عشوائيا من هواتف مجهولة الهوية مع أفراد عاديين، بزعم أنهم وكلاء لشركات عقارية أو وكلاء تحصيل أو مراجعة في شركات الخدمات العامة.
وحسب الموقع الألماني، فإن المتصلين مدربون على فنون المراوغة الكلامية، من خلال طرحهم أسئلة تلاعبية على الضحايا لنطق كلمة ”نعم“ أثناء المحادثة وتسجيلها لإثبات حجيتها عليهم، ومن ثم استخدام الأمر للاحتيال وابتزاز الضحايا بتوريطهم في عمليات شراء أو التزام مادي أو تعاقدي دون إرادتهم.
ودعا مركز استشارات وحماية المستهلك المواطنين الألمان إلى عدم مجاراة أي متحدث غير معروف بالنسبة لهم، وعمم المركز تحذيرا على الجميع بأنه إذا ما تلقى أي شخص مكالمة من رقم غير معروف، فلا يستخدم كلمة ”نعم“، وإلا سينتهي به الأمر ”بشراء شيء ما أو الدخول في عقد لم يوافق عليه قط“.
كما دعا موقع ”giga.de“ الأفراد إلى عدم أعطاء تفاصيل شخصية أو تفاصيل الحساب البنكي خلال أي مكالمة هاتفية مجهولة الهوية، فضلا عن عدم منح كلمة المرور الخاصة بالهواتف الذكية.
وأبلغ العشرات من الضحايا عن تلقيهم مكالمات مجهولة المصدر، يزعم أصحابها في الأغلب أنها تتم نيابة عن وكيل عقارات، وفي بعض الأحيان يكون هناك حديث عن ”منتدى عقاري“. كما يتم سؤال الضحية عن ما إذا كان يمتلك عقارا.
أما الأسئلة الأخرى فهي إما تتعلق ببيانات الضحية أو أسئلة أخرى يتم طرحها بطريقة تجعل المرء ينطق بـ“نعم“ للإجابة عن الأسئلة، وذلك على غرار (هل يمكنك أن تفهمني؟ هل أنت السيد XYZ؟ هل أتحدث إلى …؟).
ودعا الموقع الألماني متلقي المكالمات المجهولة المصدر إلى ضرورة قطع محادثات البيع أو العقود الوهمية، خصوصا تلك التي تدور حول موضوع العقارات فإن إمكانية التورط في عقود التأمين الإجباري، على سبيل المثال، ستكون كبيرة للغاية.
وقال بيتر هروكيووك، المحرر والخبير التقني لدى موقع ”giga.de“إنه شخصيا وقع ضحية للمكالمات المزيفة.
وأضاف في شهادته ”في حالتي، لم تكن عملية سرقة من جانب مسوق عقاري أو عملاء محتالين يعملون لحساب شركة عقارية، بل كان محتالا يعمل لحساب شركة هاتف محمول كنت أنهيت تعاملي معها. في هذا الوقت، بدا أن من يتحدث إليّ يعمل لحساب قسم الإرجاع في الشركة“.
وتابع ”تلقيت رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية وأحيانا اتصالات هاتفية“.
وأكمل ”الأشخاص الموجودون على الجانب الآخر على الخط مدربون جدا لدرجة أنك في الأساس لا تلاحظ أنك لا تؤكد إنهاء التعامل مع الشركة بشكل لا إرادي. وبالتالي إذا قلت نعم في اللحظة الخطأ، فسيستمر العقد الذي سبق وأن ألغيته ببساطة“.
واختتم الخبير الألماني شهادته بالقول ”لم أكن أدرك حتى أنني لم أقم بتأكيد إنهاء التعامل في المحادثة. وبعد أيام قليلة، كنت أتساءل فقط لماذا لم أتلق تأكيدا مكتوبا. لذلك اتصلت مرة أخرى وفجأة قالوا إنني لم ألغ علاقتي بالشركة مطلقا“.. قبل أن يقدم هروكيووك نصيحته للجميع بتدريب النفس على عدم قول ”نعم“ عبر الهاتف أبدا.
ودعا موقع ”giga.de“ إلى إنهاء المكالمة المثيرة للريبة في بداية المحادثة. مع تجنب الإجابات بنعم، على سبيل المثال من خلال طرح أسئلة مضادة مثل (ما الذي تتحدث عنه؟ مع من تريد التحدث؟). في حين سيكون الأمر أكثر أمانا إذا تم ببساطة حظر أي رقم يرتبط بتلك المكالمات المجهولة.
المصدر: إرم